الإسلام دين المحافظة على البيئة ، دين الإيمان بالقيم الإنسانية الرفيعة ، وعدم تلويث المحيط الفيزيائي أو المعنوي بأي آثار ضارة . وقد سبق الإسلام جميع الأديان إلى مكافحة تلوث البيئة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه " ، كما قال عليه الصلاة والسلام : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثال ذرة من كبر ، قالوا يارسول الله : الرجل يحب أن يكون نعله حسناً وثوبه حسناً . قال : ليس ذاك ، إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق ، وغمط الناس )) . وقد جعل الإسلام المحافظة على البيئة جزءاً من إيمان الفرد المسلم ، مما يدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه ديننا الحنيف لحماية البيئة من أي شيء يؤدي إلى تلوثها أو تدهورها . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " وفي حديث آخر : " إماطة الأذى عن الطريق صدقة " وهذان الحديثان يدلان على رعاية الإسلام واهتمامه بالبيئة ، حيث إن الإسلام ربط بين الإيمان وإبعاد الضرر عن المسلمين . وهناك قاعدة شرعية تقول " لاضرر ولا ضرار " وهذا يدل على حرص الإسلام على منع الضرر ويعده أكثر أهمية من جلب المصالح ، وخاصة إذا كانت هذه المصالح يتبعها أذى أو حسب القاعدة الشرعية " درء المفاسد أولى من جلب المصالح" . وقد حث الدين الإسلامي على النظافة ، فالنظافة من الإيمان . إن الوضوء وهو من متطلبات وشروط الصلاة لا يصح إلا بوجود ماء نظيف لم يتغير لونه أو طعمه أو رائحته أي أنه ماء غير ملوث . كما أن الاستحمام لا يتم إلا عند توفر ماء نقي من الأوساخ والتلوث . ومن شروط أداء الصلاة نظافة التربة أو الأرض التي يصلي عليها المسلم ، فإذا تلوثت الأرض فإن الصلاة لا تصح عليها . إن الله جعل الإنسان خليفة في الأرض وهذا يعني أن الإنسان مسؤول ووصي على الأرض ، وليس مالكاً لها يتصرف فيها بأنانية ويدمرها من أجل مصالحه الذاتية المؤقتة . إن الإنسان في الإسلام مستخلف على الأرض واستثمار خيراتها والمحافظة عليها، وهذا يفرض عليه أن يتصرف فيها تصرف الأمين والمسؤول عنها ، وأن يتعامل معها برفق وأسلوب رشيد من أجل مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة بإذن الله تعالى ....