ميزاب الكعبة هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية والممتد نحو حجر إسماعيل عليه السلام، والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة المشرفة عند غسل السطح أو سقوط الأمطار، وأول من وضع ميزابا للكعبة المشرفة قريش حين بنتها سنة 35 من ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت قبل ذلك بلا سقف، ثم لما بناها عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وضع لها ميزابا وجعل مصبه على حجر إسماعيل كما فعلت قريش، ثم أنقص منها الحجاج بن يوسف ما زاده فيها عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما على بناء قريش على حسب قواعد إبراهيم عليه السلام وضع الميزاب في موضعه من الجهة الشمالية، وجعل مصبه على حجر إسماعيل عليه السلام كما كان سابقا. وقال الأزرقي في كتابه «أخبار مكة»: وذرع طول الميزاب أربعة أذرع، وسعته ثمانية أصابع في ارتفاع مثلها، والميزاب ملبس بصفائح الذهب، وكان الذي جعل عليه الذهب الوليد بن عبدالملك. وقد وقع تغيير وتبديل في ميزاب الكعبة المشرفة، وذلك لسببين أحدهما كان إذا اعتراه خراب عمل غيره، والثاني كان بعض الملوك أو وأغنياء المسلمين يهدي للكعبة المعظمة ميزابا فيركب في الكعبة المشرفة، وينزع الذي قبله. والميزاب الموجود في الكعبة المشرفة إلى قبل الترميم الشامل عام 1417ه هو الميزاب الذي عمله السلطان عبدالمجيد خان بن السلطان محمود خان، عمله في القسطنطينية ثم جيء به وركب سنة 1276 ه، وهذا الميزاب مصفح بالذهب ويزن نحو خمسين رطلا تقريبا، وقد أدخلت عليه ترميمات جزئية في المسامير العلوية المانعة لوقوف الحمام عليه، وذلك في عهد الملك سعود يرحمه الله حين رمم سطح الكعبة المشرفة. وذكر الكردي في كتابه التاريخ القويم أنه «في سنة 1377ه في يوم الخميس 9 شعبان، تم إصلاح الميزاب الذي عمله السلطان عبدالمجيد خان العثماني، وهو من الذهب الخالص التكليف مبطن من الداخل بالفضة الخالصة السميكة، ما يعني أن الذهب محيط بالفضة من بطنه وجانبيه، أما علو الميزاب فهو مفتوح لا غطاء عليه، وبين الذهب والفضة خشب سميك من جانبه وبطنه الأسفل، وكل ذلك مسمر بمسامير من الذهب الخالص، وهو على شكل المستطيل، على وجهه قطعة من الذهب الخالص ومدلاة متحركة إلى الأمام والخلف، وتسمى باللسان وبالبرقع. وقد كتب على جوانب الميزاب ولسانه على الذهب تاريخ عمله وتجديده بخط الثلث الجميل البديع، وهو قوي ومتين، وتم إصلاح المسامير التي هي من الفضة الخالصة، واستبدل الخشب بخشب قوي جديد، وقام بذلك الصائغ المكي الشيخ محمد نشار رحمه الله وهو معروض الآن في معرض عمارة الحرمين الشريفين بأم الجود بمكةالمكرمة، وفي الترميم الثاني للكعبة المشرفة، وهو الترميم الشامل، الذي انطلق في محرم عام 1417ه، وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، تم استبدال الميزاب القديم لسطح الكعبة المشرفة بآخر جديد أقوى وأمتن وبنفس مواصفات الميزاب القديم».