كانت أولى بوادر النجاح للعمل التلفزيوني الذي تتناوله الفضائيات اليوم وطوال رمضان «صديق العمر» ذلك الهجوم الكبير على المسلسل من قبل سامي شرف السياسي المعروف في مصر في حقبة جمال عبدالناصر الذي تدور أحداث المسلسل حوله، وذلك لأسباب كثيرة، لعل من أبرزها أن شرف كان وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية في تلك المرحلة. والمسلسل الذي يقوم ببطولته النجم السوري الكبير جمال سليمان مجسدا شخصية الرئيس جمال عبدالناصر، والنجم المصري باسم سمرة الذي يجسد هنا الشخصية التوأم في الأحداث لعبدالناصر «عبدالحكيم عامر». سألنا النجم الكبير جمال سليمان الذي التقيناه في دبي عن هذا الهجوم الكبير الذي تعرض إليه المسلسل، وهل يعده واحدا من عوامل النجاح الجماهيري المؤدي إلى نجاح فني أو العكس، فقال: أيا كان الحال دعني أقول لك إن معظم بل تكاد تكون كل الأعمال التي تتناول اسما بعينه وشخصية هامة في الأحداث، سواء كانت هذه الشخصيات سياسية أم اجتماعية أم ثقافية أو أي شخصية قيادية برزت في مجال ما.. تعودنا أن تأتينا عوامل الاعتراض من أفراد أو مؤسسات أو من مجرد العائلة التي تنتمي إليها هذه الشخصية، وهو ما جرى في كثير من الأعمال التي تمحورت حول أعلام كبار حتى الفنانين، فمثلا الذي نعرفه في الحياة الإنتاجية الفنية حدث ذلك مثل المسلسل الذي تناول أسمهان، ومسلسل عبدالحليم، أم كلثوم وغير ذلك من الأعمال، فقط أريد أن أقول إننا فريق العمل في «صديق العمر» قررنا من ممثلين ومخرج وإدارة إنتاج أن نصدر بيانا كان مفاده أن كل ما يجري حاليا من لغط ورفض للعمل ليس إلا أمرا يؤكد أهمية الشخصيات والأحداث التي نتبناها في المسلسل. وهذا ما جعل الخطوة الإنتاجية الأولى هي المحفز للتناول، وإلا إذا كانت شخصيات في الظلام وليس حولها ما يوحي بالسلب والإيجاب لما كانت اتجاهات التفكير ستأخذنا جميعا إلى ذاك المنحى. وعزاؤنا هنا أننا في هذا العمل فتحنا الكثير من الأضابير التي ظلت مغلقة طويلا من حياة أمتنا؛ مثل كواليس هزيمة أو نكسة 67، وأسباب دخول ناصر في حرب اليمن، وحكايا انفصال مصر وسورية بعد المسمى الوحدوي «الجمهورية العربية المتحدة». ففي هذا العمل نحن نتناول التاريخ الاجتماعي والسياسي من حياة مصر العروبة، وهنا من جدة أخذنا رأي نقيب الممثلين في مصر الفنان الكبير مسعد فودة الذي يتواجد بين جدة ومكة المكرمة هذه الأيام لأداء العمرة والزيارة والذي قال: لسامي شرف شخصيا منتهى التقدير والاحترام، ولكن ليس لهذا علاقة بتناول الأحداث الدرامية لعمل فني يجسد مرحلة هامة من حياة مصر اجتماعيا وسياسيا، ومثل هذه القضايا والاعتراضات ألفنا عليها كثيرا وتصل أحيانا إلى القضاء، ولكن دوما كانت تصل نهاياتها لصالح من تناول الشخصيات دراميا باستناد للتأريخ وليس بادعاء.