لن يحظى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالوقت الكافي لقطف ثمار النجاح في كأس العالم 2014 بينما يواجه سيلا من المشاكل بدءا بفضيحة سمسرة التذاكر ووصولا للجدل الذي لا ينتهي عن قطر مستضيفة نهائيات 2022. كما سيضيف الخلاف بين اوروبا وبقية العالم لمخاوف الفيفا قبل انتخابات رئاسته العام المقبل حيث يبدو مؤكدا أن يفوز الرئيس الحالي بفترة ولاية خامسة حين سيبلغ من العمر 79 عاما رغم افتقاده للقبول لدى العامة. وسيخرج مسؤولو الفيفا من الطائرة في زوريخ لتجدد أمامهم قصة قطر مرة أخرى. وينتظر أن يقدم المحامي الاتحادي السابق بالولايات المتحدة مايكل جارسيا والذي يقود لجنة تحقيق تتبع لجنة القيم بالفيفا في مزاعم فساد يشتبه في أنها شابت عملية منح قطر حق الاستضافة تقريره خلال الأسابيع القيلة المقبلة. وبعدها ستسلم القضية للقاضي الألماني هانز يواكيم إيكرت رئيس غرفة التحكيم بلجنة القيم في الفيفا وإن وجد فسادا فقد تواجه قطر خطر سحب استضافة البطولة وإعادة التصويت لاختيار من سينظمها. ومؤخرا ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أنها اطلعت على «ملايين الوثائق» التي تتحدث عن أموال دفعها عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا سابقا محمد بن همام لمسؤولين من أجل فوز بلاده قطر باستضافة كأس العالم. كما تواجه قطر انتقادات بسبب التعامل مع مئات الآلاف من العمال المهاجرين في صناعة الإنشاءات ولا يزال على الفيفا اتخاذ قرار هذا العام بشأن إقامة البطولة في الشتاء من أجل تجنب قيظ الصيف في منطقة الخليج. ولو اتخذ مثل هذا القرار فسيثير فوضى عارمة في برامج المسابقات الاوروبية التي تتوقف خلال عطلة في الصيف وليس الشتاء. والأكثر قربا بالنسبة للفيفا ستكون نهائيات كأس العالم 2018 المقررة في روسيا والتي تثير القلق بسبب جوانب عديدة بينها التكلفة العالية لبناء استادات جديدة والأمن وسياسة موسكو في أوكرانيا. ولا يزال بلاتر يؤكد أن مهمته في الفيفا لم تكتمل بعد رغم صافرات الاستهجان التي لم تتوقف كلما ظهرت صورته على شاشات عملاقة في أحد استادات كأس العالم. والشهر الماضي قال رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني إنه لن يدعم ترشح بلاتر لفترة رئاسية أخرى لكن بلاتر نفسه لا يزال يحظى على ما يبدو بدعم هائل من افريقيا وآسيا والاوقيانوس، وتنظر هذه المناطق لاوروبا باعتبارها ثقبا أسود يختفي فيه أبرز لاعبيه.