طرحت مصر مبادرة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة وحقن نزيف الدم الفلسطيني المراق تحت آلة الدمار التي لا تفرق بين المقاتلين والأطفال والنساء. وهذه المبادرة وأهدافها المعلنة تبرهن على المسؤولية التاريخية لمصر تجاه مناصرة القضية الفلسطينية والحرص على حماية الشعب الفلسطيني مما يتعرض له من مظالم على يد إسرائيل. وقد نصت المبادرة على أنها تنطلق من المسؤولية التاريخية لمصر ومن الإيمان بأهمية السلام في المنطقة والحرص على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء، ولهذا تدعو إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار؛ لأن العنف والعنف المضاد لن يكونا في صالح الطرفين. وتضمنت المبادرة استعداد مصر لاستقبال وفود رفيعة المستوى من الجانبين لاستكمال تثبيت وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، وضعا في الاعتبار تفاهمات تثبيت التهدئة عام 2006. ولا شك في أن وقف إطلاق النار يحقق مطلبا ملحا وجوهريا وإنسانيا في هذا الوقت؛ لأنه سيوقف قتل الأطفال والنساء والشيوخ ويوقف الدمار الذي يتعرض قطاع غزة تحت الآلة العسكرية الإسرائيلية. والمبادرة المصرية تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن تحتاج إلى مساندة الدول التي يمكنها أن تشكل ضغطا على الإسرائيليين بما يسمح لجميع الأطراف بالنظر في الجوانب الإيجابية للمبادرة واعتبارها خطوة أولى في اتجاه ترتيبات تحول دون تكرار المواجهات العسكرية، فهل يبادر المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته السياسية والأخلاقية، أم يظل الانحياز إلى إسرائيل حاجزا دون ذلك.