استشعارا لضخامة المسؤولية المناطة بهم واحتسابا للأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى يحرص رجال الدفاع المدني على تقديم صورة مشرفة لما تبذله الدولة رعاها الله، في خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم لمناسك العمرة في شهر رمضان المبارك. ففي كل عام يشمر العاملون في غرفة عمليات الدفاع المدني بمكةالمكرمة عن سواعدهم للحفاظ على سلامة الملايين من الزوار والمعتمرين الذين يفدون إلى بلادنا المباركة لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يتناوب وعلى مدى 24 ساعة يوميا رجال الدفاع المدني مراقبة حركة المعتمرين والمصلين في العاصمة المقدسة وتلقي البلاغات عن الحوادث وسرعة توجيه الوحدات والفرق الميدانية لمواقع حدوثها. وأوضح مدير غرفة عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة النقيب هيثم المطرفي أن الغرفة باشرت خلال العشر الأيام الأوائل من شهر رمضان أكثر من 450 حادثا متنوعا، تضمنت استقبال 290 بلاغا لحوادث حريق، و 160 بلاغ حوادث إنقاذ، وقال المطرفي إن مركز العمليات في إدارة العاصمة المقدسة بمكةالمكرمة يعد المركز الرئيس لاستقبال البلاغات على هواتف الطوارئ 998، ويوجد لدينا 25 خط استقبال بلاغ تعمل عليه قوة عاملة تم دعمها في إطار خطة مواجهة الطوارئ خلال شهر رمضان والتي التي اعتمدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. وأشار وكيل رقيب فهد الحربي، والذي يتولى تلقي وتمرير البلاغات، إلى أنهم في الغالب يتناولون طعام الإفطار أمام عدد من الشاشات التلفزيونية التي يتم من خلالها متابعة حركة المعتمرين داخل وخارج المسجد الحرام، مبينا أنه وزملاءه تعودوا تناول طعام الإفطار والسحور أثناء العمل بعيدا عن الأهل والأصدقاء، «نجد سعادتنا في تلبية نداء كل من يحتاج للمساعدة أو متصل للإبلاغ عن حادث تعرض له أو الإسهام في حماية معتمر أو متصل من خطر قد يتعرض له، فهذه هي رسالة الدفاع المدني وهذا هو عملنا الذي نسأل الله العلي القدير أن يجعله خالصا لوجهه الكريم». ويشدد وكيل رقيب مسفر الاسمري على أن «طعام الإفطار أو السحور لم ولن يكون الشاغل لنا عن أداء واجبنا وخاصة أثناء تناوب العمل على مدار الساعة، ذلك أن أي تأخير في تلقي البلاغات قد يعرض حياة إنسان للخطر أو يعطل جهود إنقاذه وهو ما نعيه جيدا ونضحي من أجل تحقيقه بكل جهد أو راحة». أما العريف محمد العصيمي فيؤكد أنهم يحرصون على تناول طعام الإفطار والسحور أمام أجهزة الهاتف وشاشات المراقبة لأداء الواجب بتلقي البلاغات عن الحوادث وتمريرها للوحدات الميدانية، مضيفا «كلما تم تلقي البلاغ بسرعة كان ذلك مفيدا في تقليل الخسائر في الأرواح أو الممتلكات، لذا نسعى لاختصار زمن تلقي البلاغ وتمريره لأقل وقت ممكن وفي ثوان معدودة ومتابعة سير العمليات الميدانية وحتى انتهاء مباشرة الحوادث». وعبر العريف محمد القرشي عن فخره واعتزازه بالسهر على سلامة ضيوف الرحمن، مبينا أن البلاغات التي تصل وقت الافطار تتركز على حوادث بسيطة وقعت داخل المطابخ المنزلية أو المطاعم أثناء تجهيز طعام الإفطار وعادة ما تكون الأمور بسيطة أو متوسطة وبعض البلاغات تكون عن حرائق ناتجة عن تسرب الغاز أو اشتعال زيت الطهي وهو ما يحتاج إلى سرعة تمرير البلاغات للوحدات الميدانية وتحديد موقعها بدقة. وأخيرا يقول العريف اكرم الصايغ «غرفة العمليات تتلقى في بعض الأحيان بلاغات لا تدخل في مجال عمل الدفاع المدني، إلا أننا نقوم بتقديم الخدمة لجميع المتصلين وتمرير بلاغاتهم إلى الجهات المعنية حرصا على مساعدتهم، ومن أمثلة هذه البلاغات ما يخص فرق الهلال الأحمر أو أجهزة أمنية أخرى كالمرور».