رمضان مناسبة لذكر أيام الله فيه على الأمة، وما كان فيها من العزة والنصر، كيوم بدر وفتح مكة، وفرصة لاستدراك الأخطاء، التي جرت إلى كثير من الحوادث المؤلمة المسيئة إلى الأمة وسمعتها ومكانتها، وفرصة إلى التذكير بضرورة المحافظة على الدين، والقيام على تعليمه تعليما صحيحا وفق نهج سلف الأمة الصالح، سليما من كل شائبة تفتح أبواب الشذوذ، أو تكون ثغرة للطعن فيه من أعدائه. رمضان فرصة لتزكية النفس والإقبال على الله تعالى، بأنواع العبادات والعطف على المسكين واليتيم والأرملة وذي الحاجة، تأسيا بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم، حيث كان أجود ما يكون بالخير في هذا الشهر الكريم، وأجود من الريح المرسلة، فإن على المسلمين أن يجعلوا شهرهم كله للخيرات والمبرات والعطف على المسكين، وإغاثة الملهوفين، وتقديم العون للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين، وتحقيق التراحم بين فئات المجتمع المسلم انطلاقا من قول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر). ومن حق الله على الأمة الإسلامية، أن تذكر نعمة الله العظمى عليها في رمضان، إذ أنزل فيه كتابه الكريم ليكون آية للناس، وهدى ونورا، وصراطا مستقيما إلى يوم الدين، فكل خير ورشد اهتدت إليه هذه الأمة، وكل شر وغي نأت عنه، فبتوفيق الله وعونه لها، كما قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).