هناك فئة من الناس يشككون في كل شيء، ويحاولون إيقاع التشكيك في الآخرين. ولقد بدأ التشكيك منذ القدم، أولها التشكيك في القرآن والأحاديث والثوابت، ولكن حال البعض اليوم ليس ببعيد من أولئك، فقد تجاوز الأمر إلى التشكيك في مواضيع ومسلمات مثل التشكيك في رؤية هلال شهر رمضان ورؤية هلال عيد الفطر المبارك والوقوف في عرفة، إضافة إلى الفتاوى والمسائل الشرعية الثابتة. البعض أفكارهم ونظرتهم للحياة دائما سلبية ومحبطون وغالبا ما يفسرون ويحللون الأمور بطريقة تثير التشاؤم وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالجهات الحكومية سواء إنجاز مشاريع أو قرارات أو توجيهات غالبا ما تفسر بطريقة لا يقرها دين ولا شرع، إضافة إلى انتقاد المسؤولين إلى حد التجريح، كل هذا دون مستند واضح أو معرفة، بل من باب الافتراء والتجني و البهتان. هذا التفكير السلبي أصبح للأسف من سمات بعض فئات المجتمع، حتى أصبحت مجالسنا مملة وأصبحنا نتثاقل تلبية الدعوات أو المناسبات لعلمنا المسبق بأن الجلسة لن تضيف أي شيء على حياتنا، وأن أغلب الحديث سوف يتركز على النقد والانتقاص من حق الآخرين. والمشككون أول المتضررين من منهجهم وقناعاتهم سواء في حياتهم أوتفكيرهم أو إهدار طاقاتهم وأوقاتهم وهم أكثر من غيرهم عرضة للأمراض النفسية والجسدية وهم أول من يتجرع نتائج قناعاتهم، ومجالسهم مملة وكان الله في عون أزواجهم وأبنائهم فهم في همّ وغم دائم وهم ضحايا لهذه الأفكار السامة، إضافة إلى ذلك فالمشككون غالبا أناس فاشلون ليس لهم نصيب من النجاح في هذه الحياة. إلى متى هذه العقليات تمارس التشكيك في كل أمر؟ إلى متى وهم يحكمون على الناس وعلى المجتمع بأنهم لا يستحقون كذا وكذا؟ إلى متى ونحن نسمع منهم كلاما يسم البدن؟ إلى متى وأزواجهم وأبناؤهم يربون على التشاؤم ويزرع في صدورهم الحقد؟ نقول لهؤلاء هل تملكون التغيير؟ هل لكم إسهامات في التغيير إلى الأفضل؟ أم أن همكم الأول والأخير الانتقاد والإحباط والتشكيك الذي أدى إلى الهزيمة والتي أصبحت تلازم البعض! الحياة لا تتوقف عليك! أيها المشكك، أنت الخاسر الأكبر، وأنت الذي يحدد جمال وسوداوية الحياة، لابد أن تتغير وتعيش حياتك وتركز على نفسك وعلى أسرتك فهم في حاجة لك، لا بد أن تشق طريقك للنجاح والسعادة واحرص على أن تكون عنصر بناء لا عنصر هدم في هذا المجتمع، عليك بالتفاؤل لك ولأسرتك فأنتم أساس المجتمع وصلاحكم صلاحه، كما أن للمدارس والمناهج الدراسية دورا كبيرا في نشأة أجيال متفائلة تحب الخير والعمل وتحرص على التفكير بإيجابية وتركز على النجاح فقط وترفض إسقاط الفشل على الآخرين. وليعلم الجميع بأن الناس تنفر من المشككين المتشائمين وتنجذب إلى الناس المتفائلين المرحين الذين ينظرون إلى الأمور بعقلانية. يقول الله سبحانه وتعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار} نحن نتجاهل أحيانا النعم التى لدينا ولا نقدر قيمتها إلا حينما نفقدها، لابد أن نحمد الله على كل شيء وأن ننظر للحياة بتفاؤل وإيجابية حتى نستطيع النهوض والمساهمة في النجاح، نحن بحاجة إلى التحول من الجمود والنقد والتجريح والتشكيك إلى تحمل جزء من المسؤولية تجاه أنفسنا وأسرتنا أولا ومجتمعنا ودولتنا ثانيا، لا بد أن نضع أيدينا مع بعض للتفاؤل ومقت التشكيك والتشاؤم.