أثبتت التظاهرات المحدودة التي خرجت أمس في الذكرى الأولى لعزل الرئيس السابق محمد مرسي من خلال ثورة شعبية، فشل جماعة الإخوان المسلمين في الحشد، واعتبر مختصون في شؤون الجماعات الإسلامية، أن المظاهرات الضعيفة التي خرجت أمس في بعض المناطق تعكس محدودية قدرة الجماعة على الحشد، مؤكدين أن العدد الذي خرج لا يتناسب مع تعهدات الجماعة بتنظيم مظاهرات ضخمة. وتوقعوا أن يحاول الإخوان تضخيم التظاهرات الضعيفة على أرض الواقع، بهدف إرسال صورة للغرب تثبت أنها ما زالت تتمتع بقدر من الشعبية. من جهة ثانية، أفادت مصادر أمنية أن قوات الأمن قتلت 17 مسلحا أمس في مواجهات بمنطقة رفح الحدودية مع غزة. فيما قتل ثلاثة أشخاص آخرين في اشتباكات بين قوات الأمن ومؤيدين لجماعة الإخوان في الجيزة أمس في الذكرى الأولى لعزل الرئيس السابق محمد مرسي. وقالت وزارة الداخلية إن قوات الأمن ألقت القبض على 196 من مؤيدي جماعة الإخوان قبل وخلال المظاهرات. وتم تشديد إجراءات الأمن في القاهرة، وأغلقت مدرعات تابعة للجيش مداخل ميدان التحرير. كما قتل شخصان في انفجار بمسكن في مدينة كرداسة التي تقع إلى الغرب من القاهرة، كما وقعت هجمات بقنابل بدائية. وقال مصدر أمني إن قتيلي كرداسة سقطا في انفجار عبوة ناسفة كانا يصنعانها. وأكد مصدر أمني في شرطة النقل والمواصلات، وفاة طفل وإصابة 7 ركاب في انفجار قنبلة في قطار ركاب على خط سكة حديد أبي قير إسكندرية. سياسيا، تواصل الحراك استعدادا لبدء إجراءات الانتخابات النيابية 18 الجاري، وذلك رغم اعتراض بعض الأحزاب على قانوني التظاهر ومجلس النواب المصرية. وأكدت مصادر رفيعة ل«عكاظ» أن الرئاسة المصرية تتجه للإبقاء على قانوني التظاهر ومجلس النواب بدون إجراء أي تعديلات، استنادا إلى أن كلا القانونين يتمتعان بالدستورية ولا يشوبهما أي عوار، مما يجعل التعديل فيهما مضيعة للوقت والجهد. كما أكدت المصادر أن مؤسسة الرئاسة سترد قريبا على مطالب الأحزاب بشأن قانوني النواب والتظاهر، بأن هذه القوانين نتجت جراء المشاورات السياسية التي تمت طوال الفترة الماضية، وأن هناك أحزابا كثيرة وقوى سياسية، إضافة إلى أن ما يهم مؤسسة الرئاسة هو دستورية القوانين وهو ما يتحقق في هذه القوانين سواء للنواب أو التظاهر. من ناحية أخرى، تسابق الأحزاب السياسية الزمن، لوضع الصيغة النهائية لتحالفاتها الانتخابية، قبل أيام من انطلاق إجراءات انتخابات مجلس النواب يوم 18 من الشهر الجاري، وسط توقعات بأن تشهد مشاريع التحالفات المطروحة تغييرات كبيرة خلال الفترة القليلة المقبلة، بضم أحزاب لتحالفات أو خروج أخرى من تحالفات جرى الإعلان عنها.