يقول المدرب الخبير في الفئات السنية خالد القروني قدمت سابقا مقترحا وتم وضعه على طاولة مسؤولي الاتحاد السعودي متعلق بتنظيم المعسكرات التجمعية للهواة ولاعبي الحواري في المناطق يتم من خلالها استقبال اللاعبين واكتشاف الموهوبين منهم، وبرأيي أن ذلك يعد فكرة جيدة ورؤية واسعة لمستقبل المنتخبات الوطنية، ستسهم في العودة للزمن الجميل للكرة السعودية قبل عصر الاحتراف عندما كانت الأندية تزخر بالكثير من المواهب، قبل أن تصبح عملية تدوير اللاعبين بين الأندية هي الطريقة السائدة منذ مواسم طويلة بين الأندية، ومضى يقول للاسف أصبح اللاعب يلعب خلال فترة وجيزة لأربعة أندية على الاقل فيتراجع مستواه ويحرم غيره من الفرصة، كون ذلك على حساب اكتشاف مواهب شابة جديدة، وهو ما يقلص ظهور هذه المواهب التي باتت تعد على يد الأصابع الواحدة، وأضاف عند ظهور أحدها تتسابق عليه الأندية الكبار بالعروض المالية المغرية، التي قد يكون تأثيرها السلبي على تواري هذه الموهبة طاغيا على تأثيرها الايجابي المفترض في التطوير للأفضل. وبين القروني بان مقترحه يتلخص في إقامة معسكرات في جازان والأحساء ومناطق اخرى تزخر بمواهب كروية واعدة، وأيضا في المناطق الشمالية، يتم خلالها تجميع اللاعبين الهواة، وإجراء اختبارات لهم، وتقييم مستوياتهم، على أن يتم قيد اللاعبين المميزين منهم في الأندية للمشاركة مع فرق الأولمبي في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد. ويعلق المدرب الوطني أمين دابو قائلا من أجل العودة يجب علينا وضع الاستراتيجيات وتحديد الأهداف بدقة، ومن ذلك أن نضع هدفا بعينه على أن يتم تحقيقه خلال 4 سنوات حتى نستطيع أن نعمل على ذلك ونحقق ما نريده، أما الحديث عن العودة والبكاء على أطلال الماضي والانجازات لن يثمر عنها نتائج، وأضاف يجب ان تكون هناك صورة واضحة لأهدافنا. عندما نبحث عن اعادة لترتيب اوراقنا من المهم أن يكون هناك مشروع لتطوير المرحلة المقبلة يبدأ بتعديل جذري للمسابقات فلا يعقل أن نأمل بالمنافسة واللاعب يبدأ التدرب في سن ال 16، بينما يجب أن يبدأ في سن الثامنة أو العاشرة؛ كما يجب ان يشمل المشروع مقترحاً بضرورة اقرار مسابقة مرادفة لمباريات الدوري للاعب الذي لا يجد الفرصة للمشاركة في القائمة الأساسية، وهذا الامر يمنح اللاعب مزيدا من المشاركات التنافسية حتى يظل اللاعب في اطار المباريات فالتدريبات لا تكفي وايضا يزرع داخله دافع التطور الفني؛ كما نحتاج حتى نعود بإعادة النظر في آلية الرياضة المدرسية التي تتطلب وقفة جادة وهادفة من وزارة التعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة لإنجاح هذا المشروع. وهذا الامر يتطلب وقتا، نحن نلم قاعدة كبيرة من اللاعبيين الناشئين الذين يحبون كرة القدم وبالتالي لابد من استثمار ذلك من خلال تجهيز الملاعب في المدارس والاحياء والمناطق البعيدة عن المدن الرئيسية حتى تكون خياراتنا متعددة كما يجب ان نحتك مع من هو افضل منا من خلال معسكرات او مباريات مع اندية عالمية او منتخبات كبيرة واعادة النظر في بعض جوانب الاحتراف ومن اهمها الزام الاندية بتطبيق التدريبات الصباحية وبرنامج اليوم الكامل للاعب فنحن لدينا احتراف يحتاج إلى تفعيل لانه لا يمكن اللعب لمدة ثلاث ساعات فقط بينما تجده مفرغا وليس لديه أي التزامات اخرى ويستلم مرتبات عالية فمن الطبيعي ان يجد نفسه دون رقيب لايهتم في تطوير قدراته كما ان هناك مشكلة في ثقافة اللاعب التي يجب ان تتطور من حيث الهدف والطموحات. واشاد دابو بتوجه الفرق السعودية في الصرف بسخاء على الاهداف التي ينشدونها وهو أمر جيد يدل على محبتهم للكرة، رغم أن النتائج في الكرة لا تشترى بالمال فقط بل بالخبرة أيضا. وأردف قائلا رياضتنا تحتاج إلى عمل اداري وفني طويل المدى لتحقيق انجازات ثابتة اما الاجتهادات الوقتية داخل الاندية لا تحقق انجازا ولا تصنع جيلا، ومن اهم المظاهر السلبية التغيرات المستمرة التي افقدت الاندية انسجامها، ومن أراد الوصول للقمة عليه العمل من الفئات السنية والانطلاق من القاعدة والعناية الفائقة بها. البداية من القاعدة بدوره شخص المدرب الوطني حمود السلوة وضع الكرة السعودية وفند اسباب التراجع، قائلا: ستعود شخصية وهيبة الكرة السعودية إلى سابق توهجها وحضورها من خلال التأسيس القوي على صعيد البنية التحتية والاهتمام بالقاعدة، ولا يتحقق ذلك الا من خلال العمل الاحترافي الذي بدوره يتطلب كثيرا من الخطوات التطويرية، فالمهمة شاقة وصاحب القرار في هذا الشأن لا يستطيع بمفرده ان يعمل دون الاخرين ولا بمقدوره أن يعيد للكرة السعودية هيبتها وشخصيتها ومكانتها ما لم تكن هناك خطط وبرامج واستراتيجيات وفرق عمل، ولا يمكن ان تظهر جهوده مالم تكن هناك هيئات ومؤسسات تساهم وتساعد صاحب القرار في تحقيق الهدف .. وما لم تكن هناك شراكات قوية بين كافة الجهات ذات العلاقة أضف إلى ذلك لابد من وجود متخصصين لرسم خارطة طريق لهذه الاستراتيجيات وصولا الى أهداف واضحة تلبي كل هذه الطموحات بحدها الادنى وأضاف إعادة هيبة الكرة السعودية تبدأ من المدارس والاكاديميات ومراكز التدريب والاندية واتحاد كرة القدم السعودي، وأشياء أخرى، فالمطلوب إعداد فرق عمل وتأهيل كوادر ادارية لديها الرغبة والطموح والقيادات الغنية من مدربين وحكام واداريين ينسجم فكرهم وعقلياتهم مع متطلبات المرحلة واستحقاقات المستقبل. أما الادوار المناطة بالاندية والمدارس والاحياء فإن هذا المطلب مرتبط بحجم الدعم المالي، والتأسيس الصحيح للفكر الاستثماري الذي من الممكن أن يساعد ويساهم في تحسين بيئة، الممارسة الرياضية في الاندية والمدارس والاحياء. أما المدرب الوطني صالح المطلق فقد اوضح بأن الرياضة السعودية تمر بمرحلة صعبة، وهناك تراجع كبير قياساً بالإمكانيات التي تتمتع بها الرياضة السعودية لذلك برأيي أن أمامنا الكثير والكثير من العمل المطلوب من اجل النهوض بكرة القدم واعادة هيبتها يجب ان تكون مسؤولية الجميع والبداية لابد من اعادة النظر في الجوانب الادارية لكرة القدم السعودية فأزمة رياضتنا هي ازمة ادارية بالدرجة الاولى فلولا الازمة الادارية لما ظهرت كل تلك الازمات سواء المالية او الفنية. واضاف المطلق بأن هناك الكثير من الاخطاء التي ساعدت على تراجع الكرة ولعل افتقادنا إلى ايجاد استراتيجيات تنطلق منها خطط طويلة المدى جعلتنا نصل إلى مرحلة لا تستطيع التقدم لوجود الكثير من الاشكاليات التي تقف امام التطور وربما نحن نتابع مدى الازمات المالية التي حالت دون تطبيق الاندية مخططاتها مما جعلها تتعثر وكذلك عدم الاستقرار الفني للاندية فكثير منها لا تعمل وفق منهجية واضحة في كيفية تحقيق اهدافها ولو نظرنا إلى الفئات السنية لوجدتها تعاني من الاهمال الاداري او عدم وجود الكادر الاداري المؤهل والمتخصص في اعداد برامج مستقبلية ومراحل تطور اللاعب وانما هناك اجتهادات ادارية تدفعها مطالبات جماهيرية واعلامية اوقعتها في كثير من الاخطاء. الأمر الآخر ان حلقة الوصل بين الرياضة المدرسية ودوريات الاحياء وكذلك الهيئات الرياضية مفقودة وكل قطاع يعمل بمعزل عن الاخر او ببرنامج مختلف لا يؤدي إلى تحقيق اهداف مشتركة ان التغيرات المستمرة على الصعيد الاداري والفني افقدت أي عمل قيمته واهدرت الكثير من المال والجهد وساهمت في تغييب معرفة النتائج ومدى ان كانت هذه البرامج جيدة لأن المنظومة لم تكتمل على اعتبار ان كل مرحلة مفصولة عن الاخرى وايضا كل فريق عندما يحضر ينسف ما تم عمله مسبقا بحجة اختلاف الخطط والاهداف والمنهجية التي يعمل بها لذلك في تصوري متى ما استطعنا ان نختار القيادات الادارية للرياضة السعودية والمتمثلة في الرئاسة العامة واتحاد القدم على اعتبار انهما الجهتان المشرعتان لرياضة كرة القدم بالمملكة، نكون حينها قد وضعنا اقدامنا على الخطوة الاولى في الطريق الصحيح المؤدي إلى اعادة هيبة الكرة السعودية ومن ثم تأتي الخطوات الاخرى وفق برامج اعدت ودرست من واقع خبراء في كرة القدم. واختتم صالح المطلق حديثه بأنه لا يمكن ان نحقق اهداف برامجنا ما لم يتزامن مع مرحلة التطبيق بوجود حملة اعلامية تثقيفية عبر وسائل الاعلام حتى نضمن ان يكون هناك ادراك كامل لدى المتلقي الرياضي بالاستراتيجية التي تسير عليها الرياضة السعودية لانك لو حاولت تطبيق برامجك التطويرية دون ان يكون هناك تسليط للضوء على اهدافك فان أي عثر او اخفاق ربما تتبعثر كافة الاوراق بسبب الضغط الاعلامي والجماهيري الذي لايزال يتصور بأننا الافضل واننا لابد ان نحقق أي بطولة نشارك بها عدا ذلك فإنه اخفاق ولابد ان نحاسب عليه وهذا امر لا يساعد على تصحيح الاخطاء بالتالي كل ما ذكر هي حلقات صغيرة مكملة لبعض من اجل الوصول إلى الحلقة الكبيرة وهي عودة الكرة السعودية للواجهة.