أتم إمام الجامع الكبير وسط محافظة خميس مشيط الشيخ أحمد بن محمد الحواشي الختمة الأولى للقرآن الكريم في صلاة التراويح بعد انقضاء ثلاث ليال من الشهر الفضيل، وقد أكد الشيخ الحواشي، أن ختم القرآن في ثلاث ليال من رمضان ومواصلة الختمة بالختمة «سنة»، وليس «بدعة». وأضاف قائلا: لا يعتبر هذا ردا على أحد بعينه بقدر ماهو إيضاح وتبيان لعامة الناس، مبينا أن من يرون ذلك «بدعة»، فهو رأيهم وليس حكما شرعيا، أو فرضا واجبا. وقال إن هناك من يتذمر بين الحين والآخر من الصلاة لأنه لم يجد الراحة الفعلية فيها، ولا تكون الراحة إلا بخشوع وطمأنينة، وكان الرسول يقول أرحنا بها يا بلال، واليوم والله المستعان نجد من يقول أرحنا منها، وأضاف أن ختمه القرآن في ثلاث ليال ومواصلة الختمة بالختمة ليس فيها من البدعة شيئا مستندا في ذلك إلى الكتاب والسنة، ومستشهدا بحال السلف في ختم القرآن في رمضان مرة في اليوم الواحد، ودلل الحواشي على ذلك بقول الله تعالى: {أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}، وقوله تبارك وتعالى {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة} وقوله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب}. كما أكد الشيخ الحواشي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صلى بالصحابة من بعد العشاء حتى كاد السحور يفوتهم، وهذا في أول وثاني وثالث ليلة من شهر رمضان، واعتكف آخر حياته 20 ليلة كلها صلاة وقيام وتلاوة. والحواشي هو أحمد بن محمد بن عبد الله الحواشي القحطاني إمام وخطيب الجامع الكبير بخميس مشيط. وقد درس الشيخ في صغره علوما مختلفة منها العقيدة وأصول الفقه والنحو وعلم اللغة والمواريث ودرس الوعظ وأساليبه المختلفة وذلك على يد نخبة من علماء عصره منهم الشيخ سعيد الهمداني والشيخ محمد بن حمود والشيخ العلامة عبد الله بن سعدي العبدلي. كما أنه درس القرآن على خمسة من المقرئين المتقنين. ويحفظ الشيخ القرآن الكريم حفظا متقنا، والكتب الستة وقدرا كبيرا من مسند الإمام أحمد، ومن المسانيد الأخرى، وقرأ كتاب جامع الأصول لابن الأثير في أحد عشر مجلدا حرفيا واستظهره، وقرأ تفسير البغوي ستة عشر مجلدا واستظهره، وقرأ التفاسير كلها إلا ما ندر. ويشتهر الشيخ الحواشي بطول صلاته ففي الغالب لا ينقص وقت الفرض الواحد عن 25 دقيقة، أما صلاة التراويح والقيام فلها طابع خاص، فوقت صلاة التراويح لا ينقص عن الخمس ساعات أما في العشر الأواخر فإن صلاة التراويح والقيام تكون واحدة يبدؤها من بعد صلاة العشاء ولا ينتهي إلا قبيل الفجر بدقائق معدودات من أجل تناول السحور إلا أنه أحيانا يفصل بين التسليمات ببعض الوقت للراحة ومع هذا يصلي معه قرابة الخمسمائة شخص يوميا يزيدون وينقصون. يذكر أن الشيخ الحواشي قد عرف بصوت خاشع وصلاة تمتد إلى قبيل الفجر في كل أيام رمضان تتجاوز الأربع ساعات يوميا والتي يتمكن فيها من ختم القرآن 10 مرات بواقع ختمة كل ثلاث ليال.