قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي النموذج والقدرة في العطاء للوطن، معلنا تنازله عن نصف راتبه ونصف ثروته من أجل مصر. وقال السيسي في كلمته أثناء حفل تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية أمس، (راتبي 42 ألف جنيه، مش هاخد نصه عشان خاطر مصر)، مضيفا: (نصف ما أمتلكه وما ورثته عن والدي هتنازل عنه عشان خاطر بلدنا). وتابع: (لن يأخذ أحد أي مليم أكثر عن 42 ألفا، ولا تراجع عن تطبيق الحد الأقصى)، متسائلا: هل نستطيع أن نطلب من المصريين في الداخل والخارج أن يساهموا في بناء مصر؟، وقال: إننا تجاوزنا أزمتنا الاقتصادية الماضية بفضل دعم الأشقاء العرب لكن الوضع لن يستمر هكذا، حيث جاء دور الشعب المصري برجاله لتخطى هذه الأزمة. وأضاف: وعدتكم أن أكون صريحا معكم في كل المواضيع، وسأتكلم بصدق وبأمانة، بالأمس تحدثنا لست ساعات مع رئيس الوزراء ووزيري المالية والتخطيط عن ميزانية مصر، والموقف المالي وملاحظاته على الموازنة العامة الجديدة للعام المالي 2014/2015. وقال: إن هناك عجزا في الميزانية يزيد على تريليوني جنيه، مضيفا: إن الحكومة ترى أن الموقف السياسي لا يحتمل إجراءات حقيقية، مشيرا إلى أنه رفض التصديق على موازنة يزيد فيها حجم الدين العام عن تريليونين، واختار أن يعرض على المواطنين الحقيقة. وأوضح أنه طالب بمراجعة الموازنة لتقليل العجز الذي يعني «السلف»، موضحا أن الحكومة طلبت موازنة ترفع العجز من تريليون و900 مليون إلى ترليونين و100 مليون جنيه. من ناحية ثانية، حذر الرئيس المصري من التدخل في أحكام القضاء المصري. على صعيد متصل، أفصحت المصادر الدبلوماسية عن أن أجندة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى القمة الأفريقية التي ستنطلق فعالياتها اليوم في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية حافلة بالعديد من الموضوعات التي تغطي مختلف اهتمامات القارة. ووفقا لمصادر الوفد المصري، سيعرض السيسي رؤية شاملة حيال قضايا القارة والعلاقات بين مصر وبينها في بيان شامل أمام القمة يعكس حرص القاهرة على تعظيم هذا التعاون وتنمية العلاقات واغتنام الثروات والإمكانيات الضخمة المتاحة لها لمصلحة شعوبها، والعمل على حل أي مشكلات أو خلافات عالقة عبر الحوار الذي يحقق مصالح كافة الأطراف، منوها أن النيل لا يمكن أن يكون يوما مسار خلاف أو نزاع، وإنما سيبقى شريانا للحياة وجسرا للتواصل بين شعوبه ودوله.