في رمضان تظهر أهمية التوعية للمصابين بداء السكري وذلك للتغير الحاصل وهو أولا: تغيير النظام الغذائي في رمضان من حيث عدد الوجبات وأوقاتها ومكونات الوجبات والسعرات الحرارية. ثانيا: تغيير في النشاط اليومي، إذ يقل في الغالب خلال النهار ويزداد ليلا وخصوصا أثناء صلاة التراويح والقيام مما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر في الدم. بل إن النشاط الزائد خلال فترة الصوم قد تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم. ثالثا: بحكم تغير نظام الغذاء والنشاط اليومي يحتم على المريض تغيير النظام العلاجي، مما يؤكد ضرورة مراجعة الطبيب لتجنب الانخفاض الشديد الذي قد يحدث أثناء الصوم أو ارتفاعه خلال فترة الإفطار في اليوم الواحد. رابعا: كما أن حدة المرض ومدى تطوره ضمن النوع الأول أو الثاني تختلف من مصاب إلى آخر وهذا ما يجعل الأمر متعذراً لوجود قاعدة واحدة حول داء السكري والصيام. الصيام مع النوعين الرئيسيين من المصابين بالسكري لهما نظم أساسية مختلفة على النحو التالي: النوع الأول (المعتمد على الأنسولين) وهو ينقسم إلى مجموعتين حسب حدة المرض وارتباط المريض بكمية حقن الأنسولين وعددها اليومي، فمنهم من يتعاطى جرعة واحدة من الأنسولين يوميا باستطاعة هؤلاء المصابين بالسكري الصيام فلا خطر عليهم. ولكن هناك تعديل بسيط وهو أن المصاب قبل رمضان كان يحقن الأنسولين في الصباح، أما في رمضان فيجب عليه حقنه قبل الإفطار مباشرة. ولكن عليه أن يقوم بزيارة طبيبه المعالج عدة مرات خلال الأيام الأولى لتحديد كمية الأنسولين المثالية التي تتلاءم مع مرضه وطعامه وعمله خلال شهر رمضان. بالإضافة لذلك يجب أن يقوم بقياس نسبة السكر في الدم في المنزل. فمعرفة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم تساعد على تفادي حدوث حالات هبوط سكر الدم المفاجئ. أما من تعددت جرعاته للأنسولين يومياً فإن صيامهم يشكل خطراً أكيدا على صحتهم لا سمح الله. لهذا فقد أجمع معظم الأطباء على عدم صيامهم وإطعام مسكين، كما ذكر في الأثر. النوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين) فتنقسم مجموعة هذا النوع إلى ثلاثة أقسام تبعاً لدرجة حدة المرض. القسم الأول من المرضى يعتمدون على الحمية فقط ولا يتعاطون أي نوع من علاجات مرض السكري. وهؤلاء يمكنهم الصيام، بل الصوم هو فائدة عظيمة لهم مع ضرورة مراعاة الحمية. القسم الثاني يشمل المرضى الذين يتناولون قرصا واحدا، وهؤلاء يمكنهم الصيام أيضا شريطة أن توزع كمية الطعام على الفطور والسحور بالتساوي، ويأخذ الدواء بعد أذان المغرب وقبل الإفطار مباشرة. القسم الثالث يخص ممن يتناولون قرصين أو أكثر، تستطيع هذه الفئة الصيام أيضا، حيث يؤخذ القرص الأول أو الجرعة الأولى بعد أذان المغرب مباشرة وقبل الإفطار، ويؤخذ القرص الثاني أو الجرعة الثانية (بعد تعديل كمية الجرعة وغالبا تخفض) قبل السحور. إذا قرر مصاب السكري الصيام وجب عليه تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر والإكثار من شرب الماء أثناء الفطر لتجنب الجفاف. كذلك يجب على مريض السكر الصائم الإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد العصر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم وعدم الانتظار لموعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم والمبادرة بتناول شيء من السكر. وكل عام وأنتم بخير. للتواصل ((فاكس 6079343))