أجمع خبراء ومحللون سياسيون على أهمية وأبعاد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقاهرة ولقائه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مؤكدين أن هذا اللقاء يؤشر إلى أن ثمة عهد جديد في العلاقات بين البلدين بدأ من جديد على أمل أن يصب ذلك في المصلحة العربية. وقال عضو مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي، إن الزيارة لها دلالات متعددة ورسائل سياسية للمعنيين في الداخل والخارج، وهو وقوف المملكة بقوة لمساندة مصر والعهد الجديد والتأكيد على تجاوزها الأزمة وأن خارطة الطريق قد تمت ترجمتها. وأضاف: بأن التقارب السعودي المصري يرسخ مفهوم الدفاع عن القضايا العربية ويعزز تماسك الأمن القومي العربي من باب أن السعودية ومصر هما ركائز الأمن في المنطقة، ويبدو أن هذا اللقاء يشير إلى عهد جديد في العلاقات بين الدول العربية. وأشار إلى أن هناك تحديات جسام لا تواجه الرياضوالقاهرة فحسب بل العديد من الدول العربية، كالإرهاب وتدخلات قوى إقليمية ودولية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والاضطرابات التي تعصف ببعض البلدان العربية. والمح إلى أن مواجهة هذه المخاطر تحتاج إلى رؤية واضحة وتنسيق متكامل ووضع آليات محددة لمواجهتها، وهذا ما تسعى إليه الرياض من خلال وقوفها الجاد والقوي خلف القاهرة لتعزيز عودتها بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية كدولة لها ثقلها السياسي والعسكري والأمني. ومن جهته أكد المحلل الاستراتيجي الدكتور على التواتي، بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لمصر ليست فقط لتهنئة الرئيس السيسي، بل هي رسالة تطمين للحكومة والشعب المصري بأن المملكة موقفها ثابت ولا يتغير من مصر. وأضاف: بأن الرهان على مصر هو رهان استراتيجي لأن مصر هي عمود الخيمة بالنسبة للعرب والملك عبدالله هو حكيم العرب، ورؤيته منذ بداية عهده كانت صائبة وتدل على بعد نظره وقراءته للأحداث سليمة، والدليل على ذلك ما نراه من نتائج في الوضع الراهن في الدول العربية. وأشار إلى أن لقاء الملك عبدالله والسيسي هو مؤشر لقرب انعقاد مؤتمر أصدقاء مصر والذي سوف يعمل على إنقاذ الاقتصاد المصري ووضع البلاد على طريق سليم بدعم عربي وإسلامي قوي بعيدا عن اللجوء إلى تورطها في ديون البنك الدولي. ومن جانبه، أكد الدكتور عبدالله القباع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود، أن الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى القاهرة لها دلالة على الاهتمام غير العادي من جانب المملكة بمصر ورغبتها الجادة في عودتها إلى مكانتها كأحد أقطاب الدول العربية والإسلامية والدولية. وأضاف قائلا: إن مصر تلعب دورا هاما ليس بالنسبة للسعودية فحسب وإنما لجميع الدول العربية والإسلامية. مبرهنا على أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين يدل على رغبة جادة في عودة مصر لدورها الطبيعي والهام وكعامل أساسي في ترسيخ التضامن العربي والإسلامي. وأوضح أن رغبة الملك عبدالله تهدف إلى تحقيق أمور كثيرة، منها دعم مصر اقتصاديا وسياسيا وأمنيا لكي تستعيد دورها الإقليمي الهام، لتشارك المملكة في دورها الساعي إلى محاربة الارهاب ورأب الصدع ولم شمل الدول العربية التي تعصف بها الأزمات.