يتصاعد الغبار في الأمسيات بتضاريس حديقة حي العدل بالعاصمة المقدسة والتي حولها بعض المراهقين ومفتولي العضلات إلى ماراثون للسباق، الأمر الذي جعل سكان الحي يبتعدون عنها، وبمرور الأيام تحولت الرئة الخضراء إلى موقع لا يرتاده سوى عشاق الدراجات النارية. «عكاظ» تجولت داخل حديقة العدل ورصدت الهاجس الذي يؤرق السكان حيث أوضح سعد المطرفي بقوله «تعودت على التنزه بين جنبات الحديقة منذ عدة سنوات فلا يكاد يخلو أسبوع دون زيارة الحديقة وقضاء بعض الوقت مع الأهل ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية أصبحت الحديقة مرتعا لأصحاب الدراجات النارية». وأضاف إن هذه الظاهرة أصبحت مألوفة لكل رواد الحديقة. وفي نفس السياق قال منصور المسعودي تعودت على زيارة هذه الحديقة بين الحين والآخر مع أسرتي ولكن في الآونة الأخيرة قاطعت حديقة العدل بلا رجعة لأن أصحاب الدراجات النارية حولوها إلى ساحات للسباق. من جهته أوضح وصل الجودي بقوله «بعد إحالتي للتقاعد لم أستطع المكوث في المنزل خاصة في الأمسيات فبعد صلاة العصر تقودني قدماي إلى الحديقة حيث لا تبعد عن منزلي سوى خطوات بسيطة مصطحبا معي سجادتي وإبريق الشاي ولكن قبل عدة أشهر دهمتنا أرتال من «الدبابات» والتي تسبب الإزعاج لرواد الحديقة». ويضيف: أذكر أنني سبق أن توجهت إلى الشباب ناصحا ومذكرا لهم أن الدبابات أزعجتنا كثيرا وأن الوضع لا يحتمل ولكنهم استمروا في تصرفاتهم العشوائية، موضحا أن البلدية وضعت حواجز أسمنتية تمنع دخول الدراجات النارية إلا أنهم استطاعوا الدخول عبر تحريكها من أماكنها، كما تم تكسير الأرصفة والممشى الداخلي للحديقة. وقال محمد القثامي «اهتمت أمانة العاصمة المقدسة مؤخرا بحدائق مكة وخاصة حديقة العدل حيث وفرت بها الجلسات العائلية وزرعت الأشجار وفرح أهالي العدل والغسالة بهذه الرئة الخضراء فأصبح كل رب أسرة يقضي إجازة نهاية الأسبوع في هذه الحديقة مع الجيران والأقارب حتى وصل الأمر إلى أن بعض الأسر تقيم مناسباتها العائلية في الحديقة ولكن ما يعكر هذه الأجواء اقتحام الدراجات النارية وتطويقها بالكامل للحديقة ما أفسد بهجة أهالي الحي والذين تركوا الحديقة لأصحاب الدبابات. وأضاف إن الحديقة في ليلة الجمعة والسبت تتحول إلى حلبة وضجيج ليس له آخر وأنا شخصيا أعاني من هذه الظاهرة والمؤسف أني لم أر أي تحرك للقبض على هؤلاء الشباب. من جهته قال المتحدث الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة عثمان أبوبكر مالي إن لدى أمانة العاصمة المقدسة لائحة خاصة للمخالفات البلدية تطبق على من يرتكبون المخالفات البلدية بمختلف أنواعها ومسمياتها مثل مخالفة الصحة العامة أو مخالفات البيع أو مخالفات البناء أو النظافة أو مخالفات الطرق وهناك لائحة خاصة صادرة من وزارة الشؤون البلدية القروية تحت مسمى «لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية» ولها جدول ملحق، وتطبق على كل من يرتكب المخالفات البلدية مثل الكتابة على الجدران أو صدم شجرة، لافتا إلى أن العقوبات تتمثل في غرامات مالية منصوص عليها، فيها حد أدنى وحد أعلى وتقدر قيمة الغرامة بما ينسجم مع حجم المخالفة أو مدى الضرر الناتج عنها بالإضافة إلى مدى تكرارها، وهناك حالات تتم فيها المصادرة وجزاءات تضاعف فيها العقوبة مع المطالبة بإصلاح الخلل ولها تفصيل كامل وشامل موجود لمن يرغب الاطلاع عليه. وهناك ملاحظة مهمة تتمثل في أن بعض المخالفات تحتاج الى تعاون من الإدارات الحكومية الأخرى ومن ذلك على سبيل المثال ما يحدث في الحدائق العامة من بعض أصحاب الدراجات النارية فملاحقتهم ومحاسبتهم تصعب على موظفي البلدية، وتحتاج الى تفعيل من الجهات المعنية للمحاسبة والمعاقبة وبالتالي إيقاف العبث الذي يحدث.