تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني إلى باريس، لاستكمال المباحثات وتفعيل العلاقات بين البلدين، والبحث في مسائل إقليمية ودولية،. وحسب خبراء ومحللين سياسيين، فإن فرنسا تولي أهمية قصوى للعلاقات مع المملكة، وترى في المملكة الحليف الاستراتيجي والاقتصادي المهم الذي يمكن أن تعول عليه لإنعاش الاقتصاد الفرنسي الذي عرف فترة من التذبذب كادت تعصف بكثير من البرامج. واعتبر هؤلاء أن التحرك السياسي والاستراتيجي والاقتصادي بين الرياضوباريس، يندرج في إطار «التفاهمات» التي توطدت بكثير من الاتفاقيات أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إلى المملكة في غضون الأشهر الماضية. فالتحول الفرنسي باتجاه المملكة، كما يراه الخبراء، يأتي ليعزز الكثير من الاتفاقات الاقتصادية والسياسية، خاصة أن باريس، كما يرى الخبير الاقتصادي البروفيسور أوليفي باستري، تعتبر التقارب في وجهات النظر مع الرياض مهما لجعل العلاقات الفرنسية السعودية تكرس على أرض الواقع من خلال جملة من الاتفاقيات المبرمة، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند راهن كثيرا على مجموعة من الصفقات مع المملكة، والتي من شأنها بعث توازن استثماري ينقذ الركود الاقتصادي الذي عرفته الشركات الفرنسية جراء «الانتكاسات» الاقتصادية التي شهدتها بعد تراجع حلفائها التقليديين عن بعض العقود المبرمة. وأوضح الخبير في الاقتصاد أوليفي باستري، أن قيمة الاستثمارات الفرنسية المبرمة مع المملكة في بعض القطاعات قاربت 1, 1 مليار يورو، وهو ما يعكس مستوى عال من الثقة المتبادلة والتعاون.