شكل بيت الشعر في الجزيرة العربية، رمزا للاحتفاء بالضيوف، وعرف منذ مئات السنين في حائل وكثير من منازل أهالي مدن نجد وشمال السعودية، وصدرته عروس الشمال إلى أوروبا ودول العالم، وهو نسيج من شعر الماعز ولأجل ذلك سمي ببيت الشعر، يلطف الأجواء صيفا وينثر الدفء شتاء، يمنع تسرب الماء منه، حيث يزداد تراصه أثناء هطول الأمطار، يطوى بسهولة أثناء الترحال، معتدل الوزن، وبقي بيت الشعر مأوى للعرب لعقود كثيرة من الزمن، بل وبعد مرور مئات السنين لازلنا نراه في باديتنا ويتألف البيت من عدة قطع مستطيلة كبيرة مخاطة مع بعضها البعض منسوجة من شعر الماعز، تسمى القطعة الواحدة منها «الشكة»، والشكة المنسوجة من شعر الماعز، إضافة للأطناب والحبال وتسمى «مرس» وهي من القنب وأيضا الأعمدة حيث ينتصب البيت وسقفه على الأعمدة، وارتفاع الأعمدة يتراوح من المترين في «الخربوش» أي (البيت الصغيرة جدا) إلى الثلاثة أو أربعة أمتار في بيوت الشيوخ والوجهاء، وهي توضع في الخط المتوسط بامتداد الطول الأعظم للبيت، ويتألف البيت أيضا من الرواق وهو قطعة طويلة من نسيج شعر الماعز أو وبر الحمل، وهناك «الخلال» وهي قضبان من الحديد يربط الرواق به من طرفي السقف أو بطرف واحد منه حسب هبوب الرياح أو ورود أشعة الشمس. وعن مسميات بيت الشعر يؤكد نهير الشمري (71 عاما) تختلف تسميات بيت الشعر بحسب حجمه، وللدقة أكثر حسب عدد أعمدته، ولا يحسب في هذا الحال إلا العمود الأوسط والذي يسمى «عمود البيت» فهو محور البيت ورمز رفعته وارتفاعه وشرف أصحابه، وتتعلق به مجموعة عادات ومعتقدات، أما العمودان الجانبيان فهما يكملان ارتفاع البيت ويدعى كل منهما «الكاسر» أو «الجاسر» لأن مكانه كسر البيت ولا يدخلان في حساب البيت.. فالبيت ذو العمود الواحد باستثناء العمودين الجانبيين يدعى: «قطبة»، وإذا كان صغيرا ورثا وبدون عمود متوسط يدعى «خربوش»، والعمودان له أسماء عدة منها «المقورن» و «مدبل»، وإذا ارتفع على ثلاثة أعمدة فهو «مثولث» وإذا أربعة أعمدة فهو «مروبع»، وهناك المخومس والمسودس والمسوبع والمثومن والمتوسع أي حسب عدد الأعمدة». وبأقسام بيت الشعر الداخلية يقول ينقسم داخل البيت إلى قسمين هما: الربعة أو الشق للرجال والمحرم أو الخدر للنساء، يفصل بينهما حاجز من القصب اسمه: «زرب» وفي بعض بيوت الكبار يسدل فوق الزرب قطعة كبيرة اسمها: «خدرة» أو ساحة منسوجة من الصوف الملون أو الشعر الأسود النظيف ويتخللها نقوش بيضاء من القطن وتتفنن النساء في نسج هذه الحاجزة تفننا غريبا، والزرب الذي يفصل بين الربعة والمحرم يكون ارتفاعه قدر قامة إنسان، وهو يحول دون رؤية الضيوف لنساء البيت.