اتخذ المواطن موضع المراقب الفطين على المجتمع فتجد عند طفل لا يتعدى العشر سنوات رسائل من «الوات ساب أو فيس بوك ..الخ» رسائل ومعلومات وشواهد تدين فلانا بجرم الخيانة ورسائل مفادها أن فلانا سارق وهناك تجد رسائل أخرى أن فلانا مرتشٍ وأدلة تطمس وتضلل العقول وما أكثرها من رسائل صور لقتلى واغتصابات وأشياء غريبة. والمواطن بالأصل غير الفعال يتأثر وينشر ويبعث بهذه الرسائل لمحيطه مدعيا الذكاء وتارة أخرى تجد نفس المواطن يفهم بالدساتير والقوانين الدولية والاقتصاد كما تمليه الرسائل الغريبة، لكن الحقيقة المرة نفس المواطن المتفاني بحبه وخوفه على الوطن. المساعد في نشر هذه الهرطقات إن طلبت منه عدم رمي ورقة في الشارع رد قائلا «يا شيخ حبكت عليا» ، لكي تكون مواطنا لهذا البلد وحاملا من الحب له يجب عليك أن تبدأ بنفسك أن تخاف على هذه الأرض وتتأكد قبل نشر وتوزيع معلومات قد تضر بالوطن وإن كانت آراء بسيطة ومعلومات من الوات ساب. ولا تنس أن هناك بعض الدول تتمنى وتسعى إلى تخريب بلادنا وبعض الجماعات تحاول الدخول من هذه الثغرات لنفس الأسباب وهناك العديد من البشر يغارون منك لأنك سعودي ولا يعني وجود موظف فاسد دليل على فساد المؤسسة، اسع لفضح هذا الفرد الفاسد بالطرق المؤسساتية لا بنشر رسائل لم تتأكد من صحتها اذهب وخاطب المسؤولين هنا تكمن وطنيتك وحبك لوطنك. عادة يقاس حب الوطن في الحروب وأثناء فترات الاستعمار لأن نسبة الحب للوطن ترتفع عندها ولأننا والحمد لله لم نعش حربا أو استعمارا لم تتبلور عندنا فكرة حب الوطن فاتخذنا موقف المراقب على الوطن لخوفنا عليه وإظهار حبنا الخجول، حبنا لوطننا هو حب يحبي يمشي أول خطواته لأن المواطنة هي مفهوم تاريخي شامل ومعقد له أبعاد عديدة ومتنوعة منها ما هو مادي قانوني، ومنها ما هو ثقافي سلوكي، ومنها أيضا ما هو وسيلة أو غاية يمكن بلوغه تدريجيا، لذلك فإن نوعية المواطنة في دولة ما تتأثر بالنضج السياسي والرقي الحضاري لكن عدم فهم محتويات هذه الرسائل والتأكد من صحتها والنشر دون معرفة أبعادها لا يعتبر حبا أبدا. روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبكِ إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنت غيركِ». رواه الترمذي.