عندما قررت الدكتورة هيلا سعد الشلوي دخول كلية الطب في جامعة الملك فيصل في الدمام واجهتها مصاعب كبيرة وممنوعات كثيفة بدواعي العادات والتقاليد ونظرة المجتمع للمرأة التي تخوض غمار الوظائف العامة، خصوصا مهنة مثل الطب.. استهلكت الدكتورة هيلا زمنا طويلا لإقناع أسرتها بما قررته في دخول كلية الطب واستعانت بشقيقتها التي نجحت أخيرا في إقناع والديها بالأمر. تقول الدكتورة هيلا: عرضنا أمام نظر والدي نماذج من الفتيات اللائي دخلن كلية الطب وتفوقن وتميزن فيه مع احتفاظهن بالعادات والتقاليد والموروثات المجتمعية.. قلت لوالدي إنني سأسلك ذات الطريقة في الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا فوافق والدي على وجهة نظري وسمح لي بدخول مهنة الطب وهي مهنة إنسانية في المقام الأول. وبعد دخولي الكلية التزمت بكل الضوابط والعادات مثل بقية زميلاتي من طالبات كلية الطب في المملكة وحينما وصلت السنة الرابعة تدربت في المستشفيات للتطبيق العملي، حيث يتواجد في الميدان الأطباء الرجال وفنيو التمريض مع الطبيبات وفنيات التمريض وكان والدي يأتي للمستشفى القريب من منزلنا كلما حانت له الفرصة من أجل مراجعة له أو لأحد إخوتي أو لعيادة مريض في المستشفى وشاهد بعينيه العمل الذي نقوم به أنا وزميلاتي فكانت قناعته تزداد اطمئنانا على وضعي. وكان والدي يتمنى أن أكون طبيبة لكن تخوفه من الوضع العام جعله يرفض الفكرة في بادئ الأمر وقد زال التخوف مع الوقت ومعرفته التامة بالوضع على الوجه الصحيح. ممانعة جديدة من الوالد الدكتورة هيلا تناولت مرحلة ما بعد التخرج وقالت: تخرجت في كلية الطب بجامعة الملك فيصل ثم عينت في المجمع الطبي بالظهران بقسم الباطنية ولم أكن مرتاحة لهذا القسم فقد كنت راغبة في تخصص طب الأطفال. وبتوفيق من الله حصلت على تعيين في التخصص بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض. وتضيف: رغم سعادتي بهذا التخصص إلا أنني واجهت مشكلة الانتقال من الدمام إلى الرياض، حيث رفض والدي في بادئ الأمر وأمضيت أكثر من شهر ونصف الشهر لإقناعه بأنها الفرصة الثمينة لخوض التجربة. وأخيرا وافق والدي وسافرت الى العاصمة الرياض بصحبة شقيقي الذي رافقني طوال فترة الدراسة. وأمضيت هناك سبع سنوات كانت حصيلتها بحمد الله وتوفيقه حصولي على البورد السعودي والبورد العربي بطب الأطفال وذلك خلال أربع سنوات، كما حصلت بعدها على الزمالة السعودية في الغدد الصماء والسكري عند الأطفال. فرحتي وفرحة والدي ووالدتي وأسرتي كانت كبيرة بتحقق حلمي. وعن حياتها الجديدة والزواج تقول الدكتورة هيلا الشلوي: خلال دراستي بالزمالة ارتبطت بالدكتور يوسف أحمد الرميح أستاذ علم الجريمة في جامعة القصيم وانتقلت إثر ذلك للعمل بالقصيم في مستشفى الملك سعود في محافظة عنيزة كاستشارية للأطفال والغدد الصماء للأطفال، كما عينت بعدها مديرة لمركز البسام لأمراض السكر والغدد الصماء في المستشفى، كما تم ترشيحي لأكون المديرة التنفيذية للجان الصحية النسائية في المنطقة وهذا الترشيح منحني المعرفة ومكنني من خلق علاقات جيدة مع القيادات الصحية وكذلك تم ترشيحي مؤخرا كمديرة للجنة أصدقاء المرضى النسائية في محافظة عنيزة.