من إبراهيم ناجي ومني إلى إبراهيم البلوي: أيها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو وإذا ما التام جرح جد بالتذكار جرح فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو هذه أبيات شاعرنا إبراهيم ناجي، مهداة مني إلى إبراهيم البلوي كروشتة علاج للجرح الاتحادي الغائر الذي يسكن وجدان محبيه وملامسة الهواء النقي الذي يجب استنشاقه من أجل إعادة الروح لهذا النادي الوقور، بعدما عمت السكينة أروقته وانقضاء مرحلة الشد والجذب التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات متواصلة من المعاناة، عاشها النادي الجداوي ما بين نزاعات شرفية وانقسامات إعلامية، لينتهي به المطاف باكتمال النصاب الإداري للنادي في عهدة أبناء البلوي، متمثلة في إبراهيم رئيسا ومنصور داعما، لتضع الرياح الاتحادية أوزارها على ضفاف تاريخه الطويل متشوقة لنزول قطرة غيث تروي بها عطش السنين. حقبة زمنية اتحادية صاخبة تغير فيها وضع العميد من حال إلى حال، وتبدلت معها المفاهيم والقيم والأخلاق وتركت مساحة شاسعة فارغة دون سطور في تاريخنا الرياضي، يستطيع المتابع والمهتم بشؤون نادي الاتحاد أن يخرج منها بعدد وافر من الفصول والسيناريوهات لكتابة أجمل وأعذب القصص والروايات في التحديات والانكسارات لبطل تخلى عنه رجاله قبل أن يذله زمانه، ليعود للمربع الأول من جديد. يوم الأحد الماضي دقت ساعة العمل في الاتحاد ودقت معها قلوب محبيه حرصا وأملا في نهوض المارد الأصفر من كبوته والركض مجددا بحثا عن مجده، ولا يوجد بعد الآن أي عذر لا لإدارة البلوي ولا لأعضاء الشرف ولا للجماهير التي يجب أن تعيد ثقتها في ربان السفينة من أجل الإبحار بهم من فوق الأمواج المتلاطمة والعبور بهم إلى شط الأمان وعدم الإصغاء لصوت المتربصين «المتواترة» من وراء حجاب. ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال بأن الانتقاد مرفوض أو أن إدارة البلوي فوق الانتقاد أو أنها محصنة إعلاميا، وإنما التصيد والاصطياد والتمرير من تحت عباءة النقد أو تصفية حسابات أو محاولة التخريب المعنية بالرفض، فالانتقاد مهم ولا يوجد عمل يخلو من النقد مهما عظم شأنه، كما لا يوجد إدارة أو شخص لا ينتقد. فمتى ما أراد الاتحاديون عودة فريقهم إلى ما كان عليه فعليهم حمايته أولا من الجبهات الداخلية والانشقاق الإعلامي والتحزبات التبعية، ومن التكتلات الخارجية ثانيا. فالاتحاد لن يعتدل حاله إلا بوقفة الجميع، فإبراهيم البلوي لا يملك عصا سحرية، والميزانية المفتوحة لا يمكن أن تضمد جراح السنين، والبطولات لن تعود إلا بالمثابرة، فما لم يكن هناك دعم كبير، أعلاه دفع الملايين وأدناه كف أذى المتربصين عن الطريق فلن يستطيع أحد انتشال النادي من غيابة الوحل الذي قذف إليه. ولعل أولى الخطوات تتمحور في فك شفرة الإعلام المتربص الذي لا يزال ينزف حسرة وألما لما ألت إليه الأمور في النادي وخروجهم صفر اليدين. وقفة ملفات ساخنة سيفتحها إبراهيم البلوي، وأعني ملف اللاعبين الأجانب الذي يعد طوق النجاة، فالعنصر الأجنبي هو ما يحتاجه الاتحاد في الاستحقاقات القادمة، وملف المستحقات المالية للعاملين والديون المتراكمة وشكاوى الاحتراف هي أبواب مفتوحة، يجب أن تقفل قبل مرحلة بعثرة الأوراق من بين يديك يا رئيس.