لظروفه الخاصة غاب عن المشهد الاتحادي فترة طويلة.. وحين عاد كان لعودته تجلياتها ورونقها خاصة وهو يشخص الحالة ويضع أنامل تجربته على جروح المراحل.. كل المراحل. استشهد بالادلة وأقنع.. استدل بالتفاصيل فانفتحت كل ملفات الاتحاد في وضح النهار بعد أن كشف عن النظرية والتطبيق وأسلوب المعالجة. حضر الأمير خالد بن فهد رئيس هيئة أعضاء شرف الاتحاد الأسبق في أول حوار له بعد غيبة طويلة لاحتواء ما تطاير في المشهد الاتحادي وإعادة صياغة الحلول بفكر ثري وتجربة عريضة.. لم يستكن لمن حاولوا تشويه العميد. حاصرناه بأهم الملفات فكان صخرة من الثبات والحضور والألق.. أجاب بكل تواضع وفخر وتكلم بكل عفوية ومن ثم توقف عن العزف تاركا كل شيء للفكر الجديد والمرحلة الجديدة والإدارة المتوثبة الحالية لتقديم ما لذ وطاب وتحقيق ماتصبو له وتتطلع إليه جماهير الاتحاد العاشقة. • في البداية فتحنا أول الملفات وسألناه عن رأيه في الانتخابات التي جرت مؤخرا بنادي الاتحاد.. فأجاب: بلا شك عملية الانتخابات لأي ناد رياضي تعتبر سلوكا حضاريا استمراريته مطلوبة كنهج مسلم به في كل أرجاء العالم.. من حق جماهير النادي أن تحدد مصير ناديها ومن يترأسه وأعضاء مجلس إدارته وهذا حقهم المشروع حسب الأنظمة وقد ناديت وطالبت بذلك قبل عدة أشهر في العديد من المنابر الإعلامية المقروءة وغيرها بضرورة إيقاف التكليف واعتماد آلية الانتخاب وتواصلت مع مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتثبيت هذا النهج وفتح المجال للجميع للترشح.. إذ إنه من حق جماهير الاتحاد تحديد مصير ناديها من خلال بطاقات التصويت. تهمة مرفوضة • هناك من وجه للأمير خالد بن فهد تهمة تشكيل إدارة اللواء بن داخل أو فرض أسماء عليه؟ هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، بل إنني لا أعلم عن الأسماء المرشحة إلا قبل ساعة واحدة من التشكيل الرسمي للأسماء التي اعتمدها ابن داخل في إدارته وقدمها بشكل رسمي.. ربما لو عرفت الأسماء قبل ذلك بمدة كافية قد يكون لدي ملاحظة على شخص أو شخصين لكني ومن ناحية شخصية لا أعرف معظم الأسماء التي اختارها الرجل لتكون عونا له.. اتهامي بهذا الأمر أعتبره «غيبة» لي وإهانة لرئيس النادي محمد بن داخل هذا الرجل الذي أعرفه إداريا ناجحا وقياديا مميزا في قطاع الحرس الوطني ويحمل عقلية مستقلة وصاحب فكر وذا شخصية قوية، صدقني أن «أبو طلال» لا يقبل الخضوع أو الخنوع لأية جهة أو طرف ما، نعم هو يأخذ بالمشورة ويستشير ويستمع للنصيحة لكن قراره من رأسه والقرار الذي يتخذه يتحمل مسؤوليته بنفسه وأؤكد لك أن ابن داخل من نوعية الرؤساء الذين لا يتحملون أن تكون أختام النادي خارج مكتبه وبعيده عن حدود مسؤولياته.. «هذي خذها مني!».. ثم إني أكبر بكثير من أن أعرض عليه اسما للعمل في إدارته وهو أكبر بكثير من تقبل الإملاءات. وللحق لا أعلم عن أي اسم اختاره سوى طارق الشامخ مسؤول الاستثمار حاليا بنادي الاتحاد.. وعلى فكرة هناك بعض الأسماء المختارة ضمن مجلس الإدارة لم أعرف عنهم أي شيء سوى عن طريق عبدالله فلاتة فهو من أبلغني عنهم وما هي المهام التي تم تكليفهم بها واطلعت عليهم من خلاله. • إذن.. ما رأيك بصراحة في الأسماء الإدارية التي اختارها في إدارته؟ بصراحة أرى أن التشكيل الإداري المعلن عنه مميز للغاية قياسا بالأسماء الموجودة والعناصر المختارة سواء في القطاعات السنية أو الألعاب المختلفة أو الشؤون القانونية أوالاستثمارية وفعلا أرى أن ملف توزيع المهام على الأسماء المنتخبة كان في قمة التخصص، وهذا دليل على أنها إدارة بدأت فعليا في بذل الجهد والعمل على تحقيق مانصبو إليه كاتحاديين وتحقيق تطلعات جماهير النادي وبالتالي علينا كمحبين أن ندعم هذه الإدارة ونعطيها الفرصة الكاملة لتعمل وتنفذ برامجها. وأدعو الله أن يوفقهم فالحمل ثقيل بلا شك لكن الهمم عالية بإذن الله وهم قادرون على تجاوز الصعاب بالعمل الجماعي الاحترافي المتخصص. • ماذا عن قرار الترشيح المسبق، فهناك من ذكر أن ابن داخل رئيس قبل عدة أشهر من الانتخابات؟ ابن داخل رشح نفسه كأي شخص آخر وكانت بداية ترشيحه لنفسه في عهد تكليف المهندس جمال أبو عمارة إلا أن هناك من أبلغني أن الأصوات موجودة في حوزة منصور البلوي آنذاك وبالتالي أبلغت ابن داخل بضرورة الانسحاب وقتها.. وبعدها رشحته شخصيا ومعي الفريق أسعد عبدالكريم.. كان ذلك حينما اعتذر محيي الدين صالح كامل بسبب انشغاله في تصفية مجموعة قنوات art، فرشحنا فعلا اللواء ابن داخل وطلب حينها مهلة للتفكير ولأن الوقت كان ضيقا جدا اقترح الفريق أسعد أن يكون إبراهيم علوان رئيسا بالتكليف في العام الماضي.. أما هذا العام فكان الاتجاه للانتخابات بشكل كبير جدا حيث لا مجال أبدا لتكليف آخر وبالفعل كانت الأبواب مفتوحة للجميع وكنت شخصيا مركزا على: أسعد وطلعت والمرزوقي وابن داخل، وهي أسماء عرضت فعلا على العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ وبعض أعضاء الشرف. • لكن هناك من سرب أو زعم وجود ورقة موقعة من قبل أعضاء الشرف وأنت واحد منهم تدعم اللواء ابن داخل؟ نعم صحيح.. وقعنا ورقة أنا ومعي نحو 20 شخصية شرفية على رأسهم الأمير طلال بن منصور لدعمه في حال ترشيحه وليس تكليفه (كما روج لذلك البعض من المرجفين في الإعلام) ونص الخطاب موجود لدى الرئيس الحالي المعني بالأمر لمن أراد الاطلاع عليه.. وبالمناسبة فإن أي شخص من الأربعة (أسعد وطلعت والمرزوقي وابن داخل) كنا سندعم ترشيحه، وفي أثناء ذلك كانت المحاولات جارية من قبل الشيخ عبدالمحسن وباطلاعي بشكل سري من أجل ترشيح محيي الدين صالح كامل كما وعدنا العام الماضي إلا أن ظروفه العملية الخاصة ونزوله عند رغبة والده حالت دون ترشيح نفسه.. كنت وما زلت ودائما سأظل مع الانتخاب وأرفض التكليف لأن ضرره أكبر من نفعه على النادي.. وأي تكليف جديد ستكون نتائجه وقتية على عكس الانتخابات التي تعطي أية إدارة مجالا واسعا للعمل والتنظيم. الابتعاد وترشيح محتسب • غبت الفترة الماضية ولاحظ الجميع ابتعادك عن المشهد الاتحادي.. فما السبب؟ سافرت إلى إسبانيا في شهر مارس الماضي ولم يعد لي أي اتصال مع أي شخص سوى آل الشيخ وبعض المحبين من أجل الانتخابات.. وقد اعتذرت عن التدخل في أي أمر يخص النادي وكان تدخلي الوحيد مع الرئاسة لغرض عقد جمعية عمومية لرغبتي في تواجد رئيس يخطط لمستقبل النادي وليس رئيسا يبحث عن نتائج وقتية. • هل هذا يعني أنك لا تعلم عن أسباب انسحاب المرشح أحمد محتسب؟ نعم لا أعلم عن الأمر شيئا إلا حين جاءني اتصاله من أمريكا وأنا كنت بإيطاليا وتحدث معي أكثر من ساعة في الأسباب التي دعته للانسحاب وكذلك ظروف ترشيحه وأوضح لي كافة الأمور وبالفعل وجدت الرجل ذا فكر واضح ورؤية جميلة لمستقبل النادي ولكنه تعرض لظروف صعبة صاحبت عملية ترشيحه، بل وتم استغلال ترشحه من أطراف أخرى ركبوا موجة حضوره وهم لا يعلمون عن الأمر شيئا وليس لهم علاقة بالموضوع حيث كانت عملية ترشيحه بشكل مباشر بين آل الشيخ وزهير فايز ومحيي الدين صالح كامل. حكاية البطاقات • إذا تحدثنا عن صناديق الاقتراع، ما تعليقكم على بطاقات التصويت وهذا الشح في عددها أثناء الانتخابات الاتحادية الأخيرة، وإلام تعزو السبب؟ الأمور لا تؤخذ بهذه السطحية التي علمت عنها من خلال ما تداوله البعض في الإعلام.. وهي لها قصة طويلة حيث إن جمهور الاتحاد يعي تماما كيف يجدد عضويته فهو من أسهم في ذلك عبر تاريخ النادي العريق. • ولكن الناس تريد معرفة بواطن الأمور ولماذا اقتصر التصويت على 86 بطاقة فقط؟! عندما تولى منصور البلوي رئاسة نادي الاتحاد اجتهد الرجل ووقع مع شركة لتسويق بطاقة البصمة «الخاصة بالأعضاء العاملين» وفعلا لاقت رواجا جيدا.. وكان من بين هؤلاء الأعضاء العاملين 400 عضو، احتفظ بها البلوي لدى رأفت التركي بأمر منه.. ثم جاء للنادي عرض قوي جدا من قبل «الذهبية» وقدمت إغراءات كبيرة دفعت منصور البلوي لفسخ العقد مع شركة تسويق بطاقة البصمة ومنح حق تسويق بطاقات النادي إلى «الذهبية»، وكان الهدف من ذلك رفع مداخيل النادي بموجب ما قدمته المؤسسة، إلا أن منصور وقع ضحية خديعة كبيرة «وأنا أروي هذه القصة بناء على رواية منصور لي شخصيا» فاضطر البلوي لرفع دعوى قضائية ضد «الذهبية» لغرض فسخ العقد وقدمت لمحكمة جدة الكبرى ومع انتهاء فترة رئاسة منصور الأولى كان يستعد لإعادة انتخابه، ويتذكر الجميع في ذلك الوقت احتجاج بعض الشرفيين والمرشحين على ذلك بسبب البطاقات وبأنها لا توزع وأنها محتكرة لرئيس النادي مما حدا بالرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى تكليف البلوي لمدة عام «وتم إبعاده في منتصف عام التكليف ذاك» وكانت النتيجة استمرار التكليف لنائبه المهندس جمال أبو عمارة وكل هذا الوقت والقضية منظورة في أروقة المحاكم ونادي الاتحاد لا يستطيع بيع أي بطاقة وكان منصور يجدد فقط للبطاقات التي بحوزته، وهي التي أنقذت الاتحاد في الحقيقة ومكنت النادي من عمل انتخابات فاز بها الدكتور خالد المرزوقي.. المهم أن الدعوى كسبها النادي في أواخر عهد المرزوقي قبل استقالته بشهر أو شهرين وأصبح بإمكان النادي تسويق البطاقات للأعضاء العاملين ولكن وبكل أسف أقولها إن الذين كلفوا في إدارة المرزوقي والمسؤولين عن التسويق فشلوا فشلا ذريعا في تسويق البطاقات للجماهير ولست أدري هل هذا قصور منهم أو تعمد، وللأسف الشديد «لم يبيعوا بطاقة واحدة» طوال هذه الفترة.. واستمر الوضع في إدارة إبراهيم علوان وأستغرب فعلا عدم توعية الجماهير بضرورة الاشتراك والانضمام للعضوية وأستغرب عدم تسليمها شركة للتسويق بل حتى أستغرب عدم تخصيص منفذ بيع داخل النادي للاشتراك، للأسف كل ذلك لم يحدث وتم تجميد البطاقات في أحد الأدراج! ونحمد الله على أنهم استطاعوا اللحاق ب86 شخصا قبل الانتخابات بشهر واحد. منصور بريء • من يتحمل مسؤولية وصول بطاقات التصويت الاتحادية لهذه المنعطف من وجهة نظرك؟ أنا أحمل المسؤولية الأولى ل«الذهبية» التي عطلت إتاحة الفرصة لجماهير الاتحاد بالاشتراك ودفع الرسوم السنوية لأكثر من 4 سنوات.. أحملها أيضا المسؤولين في إدارات النادي المتعاقبة عن تسويقها بعد أن كسب النادي القضية.. الأمر الآخر: أقلها يا أخي يجب توعية الجماهير بأهمية بطاقة العضو العامل وضرورة الحرص على اقتنائها لأن من يحمل هذه العضوية «عامل».. هو من يحدد الرئيس ومجلس الإدارة وليس أعضاء الشرف من يحدد ذلك. • وماذا عن منصور البلوي، ألا يتحمل جزءا من المسؤولية أيضا؟ كما قلت لك «الرجل اجتهد» والآن هو مبتعد عن الرياضة ولا نقبل المساس به تصريحا أو تلميحا وخصوصا من الاتحاديين أنفسهم، ومن لا يقول كلمة خير بحق الرجل عليه أن يصمت، ربما تكون مقبولة عملية الحديث عنه أو انتقاد عمله حينما كان موجودا، أما الآن ف«لا وألف لا» وليست من شيم الرجال الإساءة لرجل قدم الكثير لناديه سواء اتفقنا معه في أشياء أو اختلفنا معه في أمور أخرى، ولا نقول له سوى: جزاك الله خيرا على ما فعلت وقدمت.