انتقد أكاديمي متخصص في التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى اللجان المتخصصة والعاملة في تسميات شوارع العاصمة المقدسة، لأنها وفقا لقوله جردت أحياء مكةالمكرمة وشوارعها من الاسماء التاريخية التي تتميز بها. وأوضح استاذ التاريخ الاسلامي بجامعة ام القرى الدكتور فواز الدهاس أن اللجنة عمدت إلى مجاملة شخصيات معينة بتسمية الشوارع باسمائهم دون ان يقدموا ما يشفع لهم بذلك، في الوقت الذي هضمت فيه اسماء كثير من الشخصيات التي كانت لها مشاركات بارزة في كافة المجالات. وأضاف الدهاس «ما تتعرض له شوارع العاصمة المقدسة وأحياؤها شيء يحز في النفس فهل قلت الأسماء التاريخية عندما نسمى شوارعها بأسماء مثل شارع السكرية وشارع الروثانة وهل يعقل ان نكتب حي «ريع زاخر» بدلا من أن نكتبه «ريع ذاخر»، ولماذا يتم إلغاء بعض المسميات التاريخية لبعض الاحياء فمثلا يتم اطلاق «قوز النكاسة» كما أسماها الوافدون بدلا من الاسم الحقيقي وهو «قوز المكاسة» وهي المكان الذي كانت تتجمع فيه قوافل الحجيج القادمة من اليمن وتؤخذ منها ضريبة الدخول لمكة وهي من المكس وليست النكاسة انما حرفت من قبل بعض الوافدين الذين سكنوها. وقال الدهاس إن من يسير في شوارع العاصمة المقدسة يقول إنه ليس لديهم تاريخ يمجدونه. وأضاف الدهاس أنه سبق ان طلب منه كتابة تقرير عن رؤيته في تسميه شوارع واحياء العاصمة المقدسة «واقترحت أن تؤخذ الأسماء من واقع النطاق العمراني لكل عصر من العصور الاسلامية فمنطقة الحرم لا تخرج مسمياتها عن العصر النبوي، ثم يأتي العصر الاموي وتتم التسمية بمسمياته حتى المعلاة، وبعدها العصر العباسي، وهكذا يأتي نطاق بعد نطاق حتى نصل الى عصرنا الحاضر حيث تتم تسمية الشخصيات التي قدمت خدمات للدولة خارج النطاق العمراني، وأن تكون مكة القديمة للتاريخ الإسلامي القديم»، مضيفا أنه قدم رأيه وبعد ذلك لا يعلم عما حدث حتى الآن. وطالب الدهاس بضرورة ايجاد لجان متخصصة لديها فهم في التاريخ الاسلامي تأخذ بالارجح وتسند كتابة الاسماء الى خطاطين ذوي لغة سليمة «فنحن مؤتمنون على هذا ويجب ألا نتهم بالجهل ومكة مرآة العالم الاسلامي». وكشف الدهاس ان «هناك مجاملات في تسميات شوارع العاصمة المقدسة لبعض الشخصيات حيث تمت تسمية بعض الشوارع بأسماء شخصيات غير معروفة لم تقدم للبلد خدمة تستحق ذلك، فيما تم هضم أسماء شخصيات معينة شاركت في الكثير من الجوانب الاجتماعية والثقافية». وكان المجلس البلدي ناقش في جلسته مؤخرا مسميات ترقيم ومسميات شوارع العاصمة المقدسة واختلف المجلس في عدد من النقاط مع الامانة في هذا الجانب حيث طالب المجلس أن تكون هناك رؤية واضحة في ذلك تساهم في المحافظة على تاريخ مكةالمكرمة وتسهل على المواطنين والزائرين الوصول إلى المكان الذي يريدونه بكل يسر وسهولة. وفي موازاة ذلك، أوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن «شوارع مكة ستتم تسميتها جميعا وستكون هناك لوحات تحمل رقما لكل مبنى واسما للشارع والحي وباركود تتم قراءته» . وأضاف أن ثمة مكتبا هندسيا يتولى حاليا هذه المهمة حيث انهيت الدارسة التي ينفذها وسيقوم بالبدء في العمل فور طرح المشروع، مشيرا إن هناك لجنة شرعية تراجع الاسماء التي يتم اطلاقها على الأحياء والشوارع قبل اعتمادها. يذكر أنه تم اختيار 14 ألف اسم سيتم اطلاقها على احياء مكةالمكرمة وشوارعها، وتشير المصادر إلى أن الشوارع الكبيرة التي يتجاوز طولها كيلومتر وعرضها 20م سيتم اطلاق اسماء الصحابة عليها بخلاف بقية الشوارع، كما تم الابقاء على قرابة 2000 اسم من الاسماء القديمة لأحياء العاصمة المقدسة. يشار إلى أن اللجنة التي تشارك في التسمية تضم في عضويتها الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار رئيس اللجنة والدكتور عبدالله المعطاني عضو مجلس الشورى والدكتور عدنان الحارثي والدكتور معرب نواب مرزا ممثلين عن جامعة أم القرى.