يتوقع أن تبقي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تعقد الأربعاء في فيينا اجتماعها الوزاري ال165، على سقف إنتاجها كما هو، فيما تسود الشكوك حول تطور الملف النووي الإيراني والوضع في ليبيا. ويتوقع رئيس مؤسسة الاستشارات والأبحاث المتعلقة بصناعة النفط والغاز «بتروليوم بوليسي انتليجنس» بيل فارن برايس أن يكون اجتماع الأربعاء اجتماعا سريعا جدا ، مضيفا: أن أسعار النفط مستقرة جدا وفي مستوى مريح لأعضاء المنطمة. لهذا السبب لن يكون هناك حاجة لتغيير سقف الإنتاج المحدد ب30 مليون برميل في اليوم منذ نهاية 2011. ومنذ الاجتماع الأخير للمنظمة في ديسمبر 2013، تراوحت أسعار النفط في الواقع مع سلة ضيقة، حول 100 دولار للبرميل للنفط المرجعي الخفيف المستخرج في تكساس و110 دولارات للنفط المرجعي لبحر الشمال (برنت). ولفت ابهيشك ديشباندي المحلل لدى مصرف ناتيكسيس إلى أن المملكة أشارت بكل وضوح إلى أن مئة دولار للبرميل سعر منصف، وأن أوبك ستحتفظ بهدف الإنتاج على حاله في يونيو 2014 ، معولا بدوره على الوضع القائم. واستطرد توماس بو الخبير الاقتصادي في مكتب «كابيتال أيكونوميكس» بقوله إنه يتوقع أن «يكون اجتماعا بدونأهمية كبيرة»، مضيفا: أن الوضع في ليبيا يترك مجالا لزيادة الصادرات الآتية من إيرانوالعراق لذلك لا توجد فعلا توترات. فالتراجع الكبير للإنتاج الليبي يتراوح حاليا حول 250 ألف برميل في اليوم مقابل قدرة على إنتاج 1.5 مليون برميل يوميا يجنب في الوقت الحاضر الأعضاء الاخرين في المنظمة إفساح المجال أمام العراقوإيران اللذين أبدى كلاهما طموحه للعودة بقوة إلى الأسواق النفطية العالمية. ويعتزم العراق الذي صدر في مايو ما معدله 2.58 مليون برميل يوميا، رفع مستوى التصدير ليصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا بحلول نهاية العام. وفي فبراير صدر هذا البلد 2.8 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عقدين. من جهتها، زادت إيران صادراتها قليلا منذ إبرام اتفاق مرحلي في يناير مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا» حول الملف النووي الإيراني. لكنها تبقى مع مستوى 1.2 مليون برميل في اليوم، أدنى مرتين ما كانت عليه قبل فرض العقوبات، إذ أن الاتفاق المرحلي لم يرفع العقوبات التي تستهدف مباشرة قطاع الطاقة. واعتبر بيل فارن برايس أن «إيران تمثل على الأرجح أكبر تغيير محتمل (لأوبك) في النصف الثاني من السنة». واستطرد: لكنها نقطة تساؤل كبيرة؛ وذلك يتعلق كليا بالمفاوضات. ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة للمحادثات مباشرة بعد اجتماع أوبك، اعتبارا من 16 يونيو في فيينا. ورأى بو أن اجتماع أوبك في ديسمبر 2014 قد يكون مهما خصوصا إن حصل تقدم جيد في المفاوضات مع إيران. وأضاف ديشبندي: يمكن أن نرى أعضاء أوبك يراجعون الحصص في اجتماع ديسمبر خصوصا إن كانت هناك مؤشرات لعودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية. أما بالنسبة لعودة ليبيا، فيعتبر المحللون أنها أمر غير مرجح على الأقل في الوقت الحاضر. وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت السلطات مرات عدة توصلها إلى اتفاقات مع مختلف المحتجين الذين يشلون البنى التحتية الخاصة بإنتاج الخام وتصديره بدون أن يطرأ تحسن فعلي في الوضع.