واسى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، أسرة الفلقي في وفاة إدريس عبدالله فلقي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس الأول أثناء تلقيه العلاج في أحد المستشفيات بمحافظة جدة، وأديت الصلاة عليه في المسجد الحرام عقب صلاة الجمعة، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة المعلاة في مكةالمكرمة. وأعرب سموه خلال اتصالا هاتفيا أجراه بأسرة الفلقي في محافظة محايل عسير، عن خالص تعازيه، سائلا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه من جهود وأعمال خيرية لخدمة العلم ومساعدة المحتاجين. وكانت محافظة محايل عسير فقدت أحد رجالاتها برحيل الفلقي، كونه قدم الكثير من أعمال الخير بشتى أنواعه ومنها بناء المساجد، فضلا عن تبرعه بأوقاف خيرية منها عمارتان في شارع الملك عبدالله وسط المحافظة، وعمارة بكامل مرافقها على طريق الريش، ووقف بخميس مطير، وأموال ومواد بناء لصالح جمعية تحفيظ القرآن، وكفالة حلقات القرآن وسلات رمضانية وإفطار صائم وفرش للمساجد، وحفر آبار للمساجد، وجوامع إدريس الواقعة على طريق جدة، والشعبين، وآل مسهر، وخميس مطير، بالإضافة لجامع أبو بكر طريق الملك عبدالله، وجامع أم المؤمنين عائشة طريق الحماطة، وجامع إدريس بآل مشول، خلاف المساجد الصغيرة. كما تبرع بوقف آل حسن عمارة بطريق الملك عبدالله، وجمعية تحفيظ القرآن بطريق الملك عبدالله، وجامع أم المؤمنين عائشة وعمارة بكامل مرفقاتها، وعمارة ومحلات تجارية بخميس مطير، ومليون ريال و30 طن حديد لجمعية التحفيظ المبنى القائم حاليا بطريق أبها، وكفالة حلقات إفطار صائم وسلات رمضانية، وقام بفرش عدة مساجد كل عام قبل رمضان، وحفر آبار كثيرة وخصوصا عند المساجد ولا زال المشروع يعمل حتى هذه الساعة. ووصف عدد من المشايخ والأعيان رحيل الفلقي ب«الخسارة»، معددين كثيرا من مناقبه وصفاته الحميدة التي تحلى بها طيلة حياته، حيث ألقى الشيخ الدكتور عايض القرني قصيدة في مقطع على اليوتيوب يرثي فيها الراحل. وبدوره، عبر الشيخ سعد الحجري المشرف العام بالرئاسة وعضو الإفتاء بمنطقة عسير، عن حزنه العميق لرحيل الفلقي قائلا: رحم الله العابد الزاهد رجل الأعمال الشيخ إدريس الفلقي، كنت لا ألقي محاضرة في محافظة محايل عسير أو ضواحيها إلا وأجده حاضرا في الصف الأول. بينما قال الدكتور عوض القرني: من عرف الشيخ إدريس (رحمه الله) رأى عيانا بعض ما نقرأ عن السلف في العبادة والذكر، وكف النفس عما لا يعنيه، اللهم بارك في أسرته. من جهته، أكد محمد بن الحسين الفلقي، أن أعمال الفقيد الخيرية (رحمه الله) كثيرة لا تعد ولا تحصى سواء كانت بناء المساجد أو حفر آبار أو عتق رقاب في ساحات القصاص، وكان يوميا يزور المرضى، ومن عادته بعد صلاة العيد أن أول من يعايدهم المرضى المنومين في المستشفى. وقال: إن محافظة محايل خاصة والمنطقة الجنوبية عامة فقدت رجل البذل والعطاء، صاحب الصف الأول في الصلوات، حريص على فعل الخيرات، وكان الفقيد (رحمه الله) يعطف على الفقراء والمساكين ويتلمس المحتاجين. وكانت أسرة الفلاقية في محايل عسير، استقبلت يوم أمس الأول المعزين في وفاة عميدها إدريس بن عبدالله الفلقي. وتوافد إلى مقر العزاء الكائن بمنزل محمد بن إبراهيم فلقي في حي الضرس بمحافظة محايل، عدد من الأعيان والوجهاء والمشايخ والمسؤولين ومديرو الإدرات الحكومية ورجال الأعمال لمواساة أسرة الفقيد، داعين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان.