يرفض مناع الجزاء المناع نظرة الشفقة والعطف التي يجدها من البعض على الرغم من معاناته من شلل رباعي أقعده على السرير منذ 34 عاما، إثر تعرضه لحادث سير، ويتسلح المناع بالصبر والإيمان بالقضاء والقدر لمواصلة الحياة في منزله في حي الإسكان شمال بريدة. وتردد المناع كثيرا قبل أن يوافق على إجراء لقاء صحفي معه، حتى لا يفسر ذلك بأنه استعطاف، مرجعا ذاكرته إلى عام 1401ه حين خرج لشراء خبز لوالدته فارتطمت شاحنة محملة بالبطيخ بسيارته، فدخل بعدها في غيبوبة وسافر للعلاج إلى بريطانيا على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمة الله) ثم عاد للمملكة، وجرى تنويمه في المستشفى العسكري لمدة ستة أشهر، حتى اكتسب خبرة في التمريض من فريق الممرضين بالمستشفى. وذكر أن لديه ولدا واحدا اسمه محمد من زوجته (غير سعودية) التي انفصل عنها بعد الحادث، مشيرا إلى أن ابنه محمد لا يعمل حتى الآن على الرغم من حصوله على شهادة الثانوية. وأفاد، أنه عاش كثيرا من المواقف الحرجة في حياته منها أن الخادمة التي تحقنه بإبرة «الأنسولين» الخاصة بعلاج السكر، أخطأت في إحدى المرات وزادتها 10 أضعاف، لكنه تنبه في آخر الأمر وجرى تقليل الجرعة وسلم من موت محقق بإردة الله سبحانه وتعالى، كما ذكر أنه في إحدى المرات وهو ذاهب مع ابنه للحلاق ارتطمت بهما سيارة مسرعة فدخل ابنه محمد في حالة هستيرية يردد (أبوي مات أبوي مات)، لكن الحمد لله خرجت سالما. وأوضح أنه يهوى الرياضة خصوصا كرة القدم ويشجع نادي التعاون (السكري) منذ نحو نصف قرن، وسعيد بنتائجه الأخيرة، متمنيا أن تستمر الإدارة الحالية، مبينا أنه يعجبه من اللاعبين الحاليين صالح المحيميد ومدالله العليان والمحترف افولو، كاشفا أن التعاون كان اسمه «النادي السعودي» ثم الشباب ثم التعاون وهي معلومة قد يجهلها الكثيرون. ويفضل أبو محمد الرحلات البرية في الربيع والشتاء، لما فيها من متعة، معربا عن حزنه العميق لرحيل شقيقه محمد الجزاء المناع، مستدركا بالقول: لكن أتغلب على الحزن والألم لإيماني بأن الله معي.