عندما نتحدث عن وسائل الاتصال الاجتماعي أو الإعلام الجديد يبرز في الساحة حاليا وبدون منازع الواتسآب وهو تطبيق تراسل فوري متعدد المنصات للهواتف الذكية ويسمح أيضا بإرسال الصور والفديو والوسائط والرسائل الصوتية وتأسس في عام 2009م في سانتا كلارا بكاليفورنيا على يد الأمريكي بريان أكتون والمهاجر الأوكراني جين كوم وكانا قبل ذلك يعملان في موقع ياهو. بل ومن العجائب أن أكتون رفض توظيفه في الفيس بوك وتويتر عندما تقدم بطلب العمل. وشركة الواتسآب اشترتها شركة الفيس بوك في فبراير الماضي ب 19 مليار دولار أمريكي وهو مبلغ ضخم يعادل ميزانيات بعض الدول. وبلغ عدد الرسائل المتبادلة على الواتسآب 30 مليار رسالة يوميا وهذا الرقم يفوق إجمالى عدد الرسائل القصيرة المتداولة في العالم. في حين بلغ عدد المستخدمين النشطين شهريا 500 مليون شخص بينما يبلغ عدد الهواتف الذكية مليارا ونصف المليار هاتف ذكي في العالم بمعنى أن ثلث من يملكون هواتف ذكية يستخدمون الواتسآب وتشير الإحصائيات إلى أن كل يوم ينضم إلى الواتسآب مليون مستخدم جديد. وهو أعلى معدل نمو بين وسائل الاتصال الاجتماعي كافة. وفي هذا التطبيق تنشط تكوين المجموعات وتتنوع من مجموعات العائلة إلى الإخوان والأخوات والزملاء والأصدقاء واللجان والمؤتمرات والندوات والمجموعات ذات الفئات المخصصة في مجال أو حقل أو تخصص معين ومن هذه المجموعات الناجحة على سبيل المثال برزت مجموعة نخبة الثقافة والإعلام التي تحظى برعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وأكملت الآن عامها الأول وتضم في عضويتها مجموعة من أصحاب المعالي وأعضاء في مجلس الشورى ورؤساء تحرير صحف ورؤساء أندية ثقافية وأدبية وعدد من الشعراء والأدباء والكتاب والإعلاميين من الجنسين وعدد من رجالات الدولة. وقد بذل أمينها العام الأستاذ راشد الزهراني جهودا كبيرة بدعم ومؤازة من الوزير والأعضاء في إرساء دعائم تأسيسها واستمرارها وفي إيجاد مجموعة متجانسة وهادفة استثمرت هذه الوسيلة الجديدة في التفاعل والطرح الإيجابي لكثير من المواضيع والقضايا ومناقشتها وعمل لها برنامج أسبوعي متقن ودقيق حيث يبدأ نشاط المجموعة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الحادية عشرة مساء وخصص كل يوم خميس لضيف الحوار يختار من بين أعضاء المجموعة أو من خارجها وتطرح عليه الأسئلة من قبل الأعضاء في مجال عمله أو تخصصه، وفي كل يوم اثنين وأربعاء قضية للنقاش يطرح محاورها أحد الأعضاء ويتفاعل معها بقية الأعضاء وكل سبت تقدم قصيدة من نظم أحد الأعضاء وتتناول بالنقد والتعليق أما أيام الأحد والثلاثاء والجمعة فهي أيام مفتوحة للمشاركة في طرح الأخبار والتقارير والخواطر والصور ومواد الفديو المتنوعة، ومن نجاح هذه المجموعة أن ألحق بها مجموعة أخرى كما أن هناك الكثير من الأسماء البارزة على قائمة الانتظار.. أتمنى أن نسمو في تعاملنا واستخدامنا لوسائل الاتصال الحديثة إلى كل ماهو هادف ومفيد بعيدا عن الشائعات الكاذبة والدعايات المغرضة وغيرها من الاستخدامات السلبية.