الطب مهنة إنسانية والطبيب رجل يحس بآلام الآخرين ويعمل جاهدا للتخفيف من أوجاع الناس من خلال تشخيص صائب وتقديم العلاج المناسب. الطبيب رجل يملك ابتسامة عريضة وسمعا مميزا وأخلاقا حسنة و مسؤولية وأمانة يحترم الناس بصدق ويهتم بكل مريض بإتقان فهو صاحب إنجاز يومي وأسبوعي وشهري مخلص لعمله، كل وقته ملك للمريض ليلا ونهارا .. هذه صفات الطبيب الوظيفية كمثال. عمل الطبيب شرف وقيمة منه وبه تظهر وجاهته الاجتماعية بين زملائه في المستشفى. من هذه المنطلقات السامية أطرح إشكاليات «التحرش» التي ليست ظاهرة بقدر ما هي حالات فردية في مستشفياتنا ولكن سرعة معالجتها مطلب حيوي حتى لا تكبر وتصبح ظاهرة. إن تحرش طبيب بمريضة أو ممرضة هو خلل أخلاقي يتنافى وميثاق شرف المهنة والعهد كما جاء في القرآن (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا).. إنه الوفاء. إننا نثق بأطبائنا و طبيباتنا وممرضاتنا ولكن لا بد من الحيطة الشديدة. وزارة الصحة أصدرت الكثير من التعاميم المحذرة والرادعة إلا أن ذلك لا يكفي. إني هنا أطالب وأتمنى على معالي وزير الصحة والمسؤولين وضع نظام واضح لعقوبات (التحرش) على أن يحمل النظام مواد تشير إلى الحبس وفقد الوظيفة أو الوقف عن العمل لمدة محددة وعدم فتح عيادة خارجية والفصل عند إثبات فعل في التحرش مع تشكيل لجان في كل مستشفى لمعالجة الحالات إن وجدت وإخراج الطبيب من دائرة (الغلط) والشبه والعمل على محاسبة الذي يرتكب سلوكا شائنا رغم أن التحرش في بلادنا أقل نسبة من جميع الدول إلا أننا نتطلع أن تكون النسبة (صفرا) في جميع مستشفياتنا الحكومية والأهلية. وبعد : «لا تنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم» .. الشاعر الليثي.