إنجازات شركة أرامكو السعودية التي تفوقت على عدة جهات يدعونا للتساؤل عن السر الذي ترتكز عليه علميا وإداريا.. فمثلا إنجازها للمدينة الرياضية بجدة في زمن قياسي، في الوقت الذي تتعثر فيه الوزارات في إنشاء مبانٍ أقل شأنا؛ مثل المباني المدرسية والمصحات والطرق وغيرها، ولم تقتصر على ذلك، بل امتدت بأدائها إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وآخرها وباء كرونا، وقبلها عملية الطفلة لمى الروقي التي سقطت في بئر مكشوف. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي المنهجية الإدارية والفنية لدى أرامكو، وتفتقر إليها الوزارات.. وهل يكمن الفشل في تنفيذ المشروعات في النظام الإداري الذي يؤدي إلى التخبط؟! أرامكو تعتمد على نظريات مستحدثة، ولديها برامج وخطط تواكب أي تطور في مختلف المجالات، ولديها أيضا برامج التدريب المستمر للقيادات والمرؤوسين، بحيث تكسر حواجز النظم القديمة التي تتعارض مع التطورات السريعة التي تجتاح العالم. التمني هو أن تقوم الوزارات بالاستفادة من النظام الذي تمتلكه هذه الشركة وتحاكيه، وربما يقتضي الأمر إعادة النظر في هيكلة النظام الإداري في جميع الوزارات لإدراجها في المنظومات الإدارية الحديثة.