300 مليون هندي من أصل 814 مليونا، قالوا: نعم لناريندرا مودي مرشح حزب بهارتيا جانتا الهندوسي المتطرف الذي هزم حزب المؤتمر الهندي في أطول انتخابات برلمانية كونية في التاريخ والتي استغرقت 40 يوما وفي أعرق الديمقراطيات في العالم، هذه الانتخابات التي أطاحت بحزب سونيا، وأنهت إرث غاندي، ووضعت علمانية الهند التي كرستها منذ استقلالها عام 1947، واستعادة شبح التطرف الهندوسي من جديد. الحملات الانتخابية للحزب الهندوسي«بهارتيا جانتا» ركزت على الجانب الاقتصادي ودعم ورجال الأعمال وجذب الاستثمارات وإحداث التغيير في المجتمع الهندي وتشكيل حكومة الحد الأدنى من الوزراء والحد الأقصى من الحوكمة. الانتخابات بالنسبة لحزب بهارتيا كانت بمثابة حياة أو موت له خاصة أنه ابتعد عن السلطة لفترتين، فيما كان أداء حزب المؤتمر الهندي الحاكم (الكونجرس) الذي تترأسه الإيطالية الأصل سونيا غاندي التي ناضلت من أجل الحفاظ على إرث سلالة غاندي من خلال طرح ابنها راهول كقائد للهند إلا أنها فشلت في الفترتين الماضيتين غير مرض للشعب الهندي، بسبب أداء الحزب غير المقنع خلال الخمس سنوات الماضية، فضلا عن الاتهامات بالفساد التي طالت قياداته وسوء إدارة الاقتصاد الهندي رغم وجود شخصية على وزن مانموهان سينج ليس فقط كرئيس الوزراء بل كمهندس للاقتصاد الهندي. استطلاعات الرأي كان لها قصب السبق في التنبؤ بفوز حزب بهاراتيا وحلفائه وتمنكهم من حصد النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان المتنافس عليها، حيث تمكنوا من الفوز بأكثر من 300 مقعد من إجمالي المقاعد التي تبلغ 541 مقعدا، وهو الأمر الذي سيمكن الحزب الهندوسي من تشكيل حكومة مع حلفائه ليقود أكثر من 1.2 مليار هندي يواجهون الفقر والتضخم والفساد، بيد أن المراقبين قلقون من احتمالات أن يعود شبح التطرف الهندوسي مع فوز حزب هارتيا والذي سيؤثر على الهند المعروفة بتوجهها العلماني وتنوعها العرقي. ومن الواضح أن فوز الحزب الهندوسي سيكون بمثابة جرس إنذار للأقلية المسلمة في الهند التي يبلغ عددها حوالي 200 مليون نسمة والتي بحسب بعض الخبراء، أن قسما منهم أعطوا أصواتهم لأول مرة لحزب البهارتيا، إلا أن معظمهم استمروا في دعم حزب الكونجرس خاصة أن الأقلية المسلمة لن تنسى المجازر التي ارتكبها مودي عندما كان رئيسا لوزراء ولاية كوجورات ضد المسلمين وأدت لمصرع 1000 قتيل من المسلمين. ختاما، فإن جميع الأقليات في الهند لن تشعر بالاطمئنان إلا في سيادة النظام العلماني لأن ذلك سيحقق لهم فرص الحياة الكريمة والحقوق المكفولة ويعيد للهند تأثيرها على الخارطة العالمية، ومن المؤكد أن حزب بهارتيا الهندوسي قد استفاد من تجاربه الماضية وسيسعى للحفاظ على علمانية الهند وسمعتها الدولية.