أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة أن جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة والتي تم الاحتفال أمس الثلاثاء في الرياض بإعلان أسماء الأعمال الفائزة بها، ساهمت بشكل فعال في مد جسور التواصل المعرفي بين الحضارات والثقافات وتعزيز فرص الحوار، ورسخت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في التواصل الفكري وتقارب الشعوب وتشجيع قيم الحوار وتكريس الوسطية والاعتدال وفهم ثقافة الآخر. وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز أن جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة وصلت لمصاف الجوائز العالمية، وتصدرت الجوائز المعنية بالترجمة، خاصة انها تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله قائد الأمة الاسلامية ورائد حوار الحضارات، وداعم ثقافة الاعتدال والوسطية والهادف لتعزيز السلام والأمن في العالم والتآخي بين الأمم. وأشار الأمير عبدالعزيز، في حوار أجرته «عكاظ» معه، بمناسبة الاحتفال بإعلان أسماء الأعمال الفائزة بالجائزة في دورتها السابعة أن الجائزة حققت منذ بدايتها إنجازات عالمية، وساهمت بشكل فعال في مد جسور التواصل بين الثقافات وتعزيز الحوار بين الشعوب وفيما يلي نص الحوار: سمو الأمير بداية.. ما هو دور جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في إثراء التواصل بين الحضارات وتعزيز الحوار بين الشعوب؟ بداية أشكركم على اهتمامكم ومتابعتكم أعمال الجائزة التي تدخل عامها السابع. ليس هناك شك أن جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة تمثل إضافة كبيرة للتواصل المعرفي والحضاري والعلمي وتعتبر بمثابة النافذة لمد جسور التواصل بين الثقافات وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات. جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة فتحت آفاقا رحبة لحوار شامل وهادف بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى في كل مجالات المعرفة الإنسانية، وتمهد الطريق لالتقاء الثقافات المختلفة التي تحقق خير الإنسانية وسعادتها وتستفيد من تبادل علومها وقيمتها المختلفة وتجنبها ويلات الصراع والصدام وتكريس قيم الوسطية والاعتدال وفهم ثقافة الآخر ونبذ الإرهاب والعنف. رسالة معرفية عالمية هل تستطيعون القول إن جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة تخطت بعالميتها كل الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية؟ بالتأكيد وهذا هو الهدف من الجائزة ودليل نجاحها أننا احتفلنا أمس بالدورة السابعة لإعلان أسماء الأعمال الفائزة بالجائزة. وفي الحقيقة أن الجائزة أصبحت حاملة رسالة معرفية وإنسانية عالمية ومساهمة في تحقيق أهداف سامية من رؤى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ودعوته للتواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، والتقريب بين الشعوب. حريصون على الحيادية إذن ما هي رؤية سموكم لمستقبل جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة ونجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة من إنشائها؟ في الواقع أن جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة العالمية والتي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله هدفها التكريم للتميز في النقل من اللغة العربية وإليها، والاحتفاء بالمترجمين، والتشجيع للجهود المبذولة في خدمة الترجمة. وأؤكد أن جميع القائمين على الجائزة يسعون إلى تحقيق الأهداف المرسومة والمخطط لها كما يحرصون على الحيادية والاستقلالية في منح الجوائز للفائزين. ومن أبرز مقومات نجاح الجائزة أنها لبت احتياجات عالمنا المعاصر لمثل هذه النوعية من المشروعات، التي تهدف إلى اختراق حاجز اختلاف اللغة واللسان، وعلاج الآثار المترتبة على ذلك الحاجز من قصور في التواصل المعرفي والإنساني بين البشر. ودعني أقل إن نجاح الجائزة، وتصدرها جوائز الترجمة على المستوى الدولي، جاء نتيجة لاستقطابها كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية وأفضل المترجمين من جميع دول العالم لتتمكن الجائزة من توظيف قدراتها وتصل إلى مصاف الجوائز العالمية. كما أن النخب الثقافية والعلمية العربية، أولت هذه الجائزة اهتماما بالغا لما لها من تأثير حيوي وفاعل في تنشيط حركة الترجمة وتعزيز فرص الحوار الحضاري والتقارب بين الثقافات. الترجمة أداة للتبادل الفكري ما هي رؤية سموكم لدور الترجمة للتواصل بين الشعوب والحضارات؟ في الحقيقة أن الترجمة تعد أداة رئيسة ضمن أدوات الاتصال والحوار ونقل المعرفة، وإثراء التبادل الفكري، وترسيخ مبادئ التفاهم، ورفد لفهم التجارب الإنسانية الإيجابية، والتفاهم والتعايش بين الشعوب والحضارات وفق هوية ثقافية، وفي إطار منظومة تفاهم حضاري مستنير مع ثقافات العالم. والقائمون على الجائزة حريصون على الانفتاح على كافة الثقافات واللغات، وفتح الأبواب لتنشيط حركة الترجمة في مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية. إن دور جائزة خادم الحرمين وضع الترجمة في مكانها اللائق حيث أصبحت جزءا من الإبداع. والجائزة سوف يكون لها على جميع المستويات دور كبير في المستقبل من خلال خدمتها للترجمة. ولا شك أن الجائزة لعبت في الماضي وسوف تلعب دورا كبيرا في تطور الترجمة في المستقبل، وسوف تساهم في اتساع الاهتمام بالترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وبالعكس كذلك. اهتمام كبير من الملك عبدالله سمو الأمير.. كما ذكرتم سموكم عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بالجائرة، كيف تترجمون هذا الاهتمام من مقامه الكريم؟ إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وورعاه يولي عناية واهتماما خاصا بهذه الجائزة، ليس فقط لكونها أحد عناوين اهتمام المملكة بالإبداع، المتعلق بالترجمة وإنما نظرا لدورها المؤثر في تعزيز آليات التفاعل بين الحضارات، وتحقيق التقارب بين الدول والشعوب بعيدا عن الصراع والتناحر. وتعمل على تعزير الفهم بين الشعوب وتكريس ثقافة الاعتدال، وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة تعتبر عملا ثقافيا وحضاريا، تعمل على تحفيز الباحثين والمترجمين في مجال الترجمة على الإبداع والابتكار، من أجل نقل النتاج العلمي والثقافي للحضارات والثقافات الأخرى والعكس، مما يتيح فرصة للتلاقح الثقافي بين حضارتنا العربية الإسلامية وغيرها من حضارات العالم. وأؤكد أن اقتران جائزة الترجمة العالمية باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله منحها ثقلا كبيرا وتقديرا عاليا، وضاعف من قدرتها على تحقيق أهدافها العالمية، لتتصدر قائمة جوائز الترجمة على المستويات كافة الإقليمية والدولية. خاصة أن الهدف الرئيس من هذه الجائزة هو الارتقاء بالثقافة العربية وإثراؤها من الثقافات الأخرى، وفي الحقيقة لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أن الترجمة ضرورة حضارية وليست ترفا فكريا، خاصة في عصر الانفجار المعلوماتي المحتم للتواصل، وفتح آفاق للترجمة وفق إستراتيجية تحدد الأهداف في سبيل المضي نحو تعزير التواصل مع الشعوب ومسايرة الركب العالمي. وكما تعلمون أن الحضارة العربية والإسلامية أفادت من ترجمة كتب الثقافات الأخرى، كما استفادت غيرها بترجمة الكتب العربية، جائزة خادم الحرمين للترجمة تجيء في هذا السياق الحضاري الثقافي لتفيد أمتنا العربية، ولتستفيد أجيالنا العربية من أفضل ما في الثقافات الأخرى من آداب وعلوم، وفي الوقت ذاته تتم ترجمة أبرز المؤلفات العربية في كافة الشؤون للغات الأخرى لبلورة المنجز الثقافي والعلمي. نسعى لتحقيق الأفضل سمو الأمير هل أنتم راضون لما وصلت إليه الجائزة؟ بصراحة مهما بلغنا من مكانة عالمية إلا أن القائمين على الجائزة يسعون دوما لتحقيق الأفضل ونحاول جهدنا للوصول للأهداف المرجوة، جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة العالمية تعتبر خطوة إيجابية متقدمة نحو مأسسة الترجمة، تستطيع من خلالها تقديم خدمات لتنهض الترجمة كمؤسسة وليس أفرادا فقط، فالترجمة مجال لن يتمكن الأفراد وحدهم بالقيام بأعبائه المتشعبة والكبيرة، وما قمنا به بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يشكل نقلة حضارية تضع المملكة ضمن الدول التي تولي الترجمة الأهمية المستحقة. ونحن حريصون أن ندفع بعملية الترجمة إلى مستوى أكثر اتساعا، والنظر إلى ما يحدث في العالم من ناحية الإنتاجات الثقافية والأدبية والإبداعية، بغض النظر عن اللغة أو مصدر الثقافة المفيدة، وأن تكون أحد الجسور التي تصلنا بثقافات العالم، وأن تكون حافزا لحركة حقيقية في مجال الترجمة على مستوى العالم وأنا على يقين أن الأعمال الفائزة بالجائزة هذا العام تعتبر إضافة كبيرة لإثراء المكتبة العربية والعالمية بمصادر المعرفة في مجالات العلوم التطبيقية والإنسانية والذي نجحت الجائزة في تحقيقه بجدارة بما يوفر لها من دعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتصبح في صدارة جوائز الترجمة في العالم من حيث قيمة جوائزها أو عدد الأعمال المرشحة لها أو تنوع مجالاتها بين العلوم الإنسانية والتجريبية. الجائزة فرضت عالميتها هل تعتقدون أن الجائزة فرضت نفسها على ساحة الجوائز العالمية؟ في الواقع أترك الإجابة على هذا السؤال للخبراء والمعنيين بالترجمة العالمية. إن القائمين على الجائزة حريصون كي تصل الجائزة إلى مصاف العالمية وجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، منذ انطلاق أعمال الدورة الأولى من الجائزة رسميا عام 1428ه قبل سبع سنوات فرضت عالميتها وصدارتها لأكبر الجوائز الدولية المعنية بالترجمة، وذلك من خلال نجاحها في استقطاب كبريات المؤسسات العلمية وخيرة المترجمين من جميع أنحاء العالم. ومع الإعلان عن الأعمال الفائزة بالجائزة بهذه الدورة السابعة تتجلى علامات تميز هذه الجائزة، ومؤشرات نجاحها في تحقيق أهدافها، وأستطيع القول إن الجائزة نجحت منذ انطلاقها واستطاعت أن تشكل قوة دافعة لتنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، وشجعت على التنافس بين كبريات المؤسسات العلمية والأكاديمية والمترجمين في جميع أنحاء العالم، لتقديم أفضل الأعمال في كافة فروع الجائزة. وإنني على ثقة بأن الأعمال الفائزة بالجائزة في دورتها السابعة تمثل إضافة نوعية علمية متميزة، ورافدا للتعريف بإسهامات الحضارة العربية والإسلامية، وتأكيد قدرة العقل العربي على الإبداع والمشاركة في مسيرة تطور الحضارات الإنسانية. وهو ما يشكل ركيزة لانطلاق رؤية ثقافية عربية تعنى بالترجمة في كافة فروع ومجالات المعرفة، وللإفادة من المعطيات العلمية الحديثة في دفع عجلة التنمية في البلدان العربية الشاملة، وإتاحة الفرصة للجهد العربي للإسهام بدوره في مسيرة التقدم العلمي العالمي في إطار رؤية كاملة لمد جسور التواصل المعرفي والتفاعل الثقافي مع الناطقين باللغات الأخرى. معايير دقيقة للتحكيم ماذا عن معايير التحكيم لأعمال الجائزة؟ فيما يتعلق بمعايير التحكيم أؤكد أن الأعمال الفائزة بالجائزة خضعت في الماضي وتخضع في المستقبل لأدق معايير التحكيم من حيث القيمة العلمية والأصالة المعرفية، وجودة الترجمة، وكذلك المعايير الخاصة بحقوق الملكية الفكرية، تحت إشراف نخبة من خيرة المحكمين والأكاديميين بحيادية تامة لتحقيق أعلى درجات النزاهة والحفاظ على المصداقية والثقة التي ترسخت عن الجائزة منذ انطلاقها، وشجعت كبريات المؤسسات العلمية والأكاديميين وخيرة المترجمين في العالم للتنافس على الفوز بها.