بعد أن صوت الانفصاليون شرق أوكرانيا بنسبة 90 % لصالح الاستقلال، يتخوف المراقبون من تفتت وتقسيم أوكرانيا، ودفع روسيا والغرب إلى أجواء حرب باردة جديدة. وقالت روسيا أمس: إنها تحترم نتيجة الاستفتاء بشأن الحكم الذاتي في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وأن النتائج يجب أن تنفذ سلميا، وهو ما رفضته كييف ووصفته بالمسرحية الهزلية، كما انتقده الاتحاد الأوروبي، واعتبره إجراء باطلا. وألمحت عضو اللجنة الانتخابية المحلية ايرينا ماركينا، أنه يمكن تنظيم استفتاء ثان حول الانضمام إلى روسيا خلال ثلاثة أيام. أوروبا التي تتحرك للضغط على روسياوأوكرانيا، لا تجد حرجا في تفويض قادة لحشد الدعم الدولي ضد روسيا، ففرنسا وألمانيا هما الورقة الرابحة لأوروبا المنتصرة على موسكو في ظل تجاوز ملحوظ لسياستها في أوكرانيا رغم ما أبدته من لين لمحاولة تجاوز عقبات العقوبات الاقتصادية التي يلوح بها الاتحاد الأوروبي. ورغم رفع بعض الإشارات من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ذلك لم يطمئن الأوروبين ولم يدخروا جهدا لمطالبة بوتين بمزيد من حسن النوايا في إجراء الانتخابات الرئاسية وفق ما تقضيه المرحلة من الجنوح إلى المزيد من التنازلات والاعتراف بأحقية الأوكرانيين في تقرير مصيرهم بعيدا عن المطامع التوسيعية لبوتين في المنطقة. وقد هدد زعماء غربيون بفرض المزيد من العقوبات على روسيا إذا مضت في جهود يقولون إنها تقوض استقرار أوكرانيا. وقد يتم اتخاذ بعض الإجراءات المحدودة خلال الأيام القليلة المقبلة ويحد منها مقاومة الاتحاد الأوروبي لإضعاف العلاقات التجارية مع روسيا. وإذا كان المتمردون يفضلون خيار الضم، إلا أن الغموض قد يعكس مخاوفهم من أن الدعوة صراحة إلى «استقلال» كامل قد لا تلقى التأييد الذي يسعون إليه وقد تتركهم في موقف مكشوف أمام كييف. ومن المتوقع ألا تلقى نتيجة الاستفتاء اعترافا واسعا لا على المستوى الدولي ولا من كييف، وبطريقة أو أخرى فمن المرجح أن تظهر النتيجة موافقة بنسبة كبيرة.