صدرت مؤخرا موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية، على إنشاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية بمحافظة عنيزة، الأمر الذي اعتبره البعض تشجيعا لهذا القطاع لدعم المستهلك الاعتيادي أو ذوي الدخل المحدود، بينما شكك البعض الآخر في نجاح مثل هذه الجمعية وقدرتها على المنافسة خاصة في ظل وجود الأسواق الكبرى. لكن رئيس المجلس التأسيسي للجمعية المهندس يوسف بن عبدالله الناجم صارح «عكاظ» بماهية الجمعية ومدى قدرتها على المنافسة، نافيا أي إبعاد لشخصيات خلال مرحلة التأسيس. لماذا الآن جمعية عنيزة الاستهلاكية؟ الجمعية تأسست بطلب مجموعة من المواطنين في المحافظة، تقدموا به إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، ويمثلون هم المجلس التأسيسي للجمعية بحيث لا يقل عددهم عن 13 عضوا من مجموعة كبيرة تفوق ال(150) شخصا روعي عند اختيارهم أنهم يمثلون جميع فئات المجتمع، وتم رفع أسمائهم إلى مقام وزارة الشؤون الاجتماعية، وبعد أن تمت موافقة الوزارة على إنشاء الجمعية تم اختيار رئيس مجلس إدارة مؤقت ونائب وأمين صندوق وسكرتير وأعضاء يقومون بإجراءات العمل وجمع رأس المال المقدم بالدراسة لتأسيس الجمعية ومقداره سبعة ملايين ريال، وبعد أن يودع المبلغ في حساب الجمعية بالبنك تعقد الجمعية العمومية للجمعية لاختيار مجلس إدارة للجمعية وأعضاء حسب أنظمة وزارة الشؤون الاجتماعية، وبعدها يبدأ العمل الفعلي لتنفيذ خطط وبرامج الجمعية المذكورة في الدراسة الاقتصادية للجمعية وهي جمعية ربحية تصرف أرباحا للمساهمين، وتهدف الجمعية إلى العمل الجماعي بوضع تصور لواقع السوق لتقديم الأفضل من حيث الخدمات والأسعار التنافسية والأنشطة والبرامج التسويقية في كافة المجالات الاستهلاكية وتوفيرها بأسعار مناسبة. إذا كنتم جمعية ربحية فهل تستطيعون المنافسة مع الأسواق والشركات الكبرى وفي نفس الوقت تدعمون حاجة المستهلك العادي؟ أعتقد أنه في ظل دعم الدولة السخي للجمعيات التعاونية من خلال تقديم الأرض للجمعية وتقديم نسبة من رأس المال لدعم الجمعية ومنح مجلس الإدارة قيمة من الأرباح، كل هذه الحوافز كفيلة بجعل الجمعية تنافس الأسواق والشركات الكبرى المتخصصة في هذا المجال. بماذا تعدون الجمهور المستهلك لنجاح الجمعية؟ تعد الجمعية الجمهور المستهلك بتوفير السلع الغذائية والاستهلاكية بأسعار منافسة وتقديم خدمات للمساهمين عبر البطاقات التموينية لكل مساهم للحصول على التخفيضات الموسمية والمساهمة في توظيف المواطنين واحتواء الأسر المنتجة وتسويق منتجاتهم بأساليب حديثة ومنح عائد على المشتريات لكل مساهم بالجمعية تحدد نسبته من قبل إدارة الجمعية، وهناك الكثير من الحوافز والخطط التشجيعية لجعل المساهمين يتميزون عن غيرهم من المتسوقين. هل ستسعى الجمعية لشراء واستقطاب أسواق قائمة أم ستعتمد على تأسيس أسواق جديدة؟ تلقت الجمعية العديد من العروض من الأسواق القائمة لبيعها على الجمعية لتكون نواة لبداية الجمعية وبعضهم عرض المشاركة بأسواقهم في رأس المال، وكل هذه الأمور والقرارات متروكة لأعضاء المجلس المنتخب بعد عقد الجمعية العمومية وتشكيل مجلس الإدارة. كم ستكون فروع الجمعية ومراكز البيع التابعة لها وهل ستخرج عن نطاق محافظة عنيزة؟ بعد البداية الفعلية لنشاط الجمعية سيتم إبرام العقود التشغيلية مع كبار التجار والموردين من داخل وخارج المملكة لتأمين البضائع والمواد التموينية، وقد تلقت الجمعية عروضا بهذا الشأن ستتم دراستها وتقديمها لمجلس الإدارة المنتخب إن شاء الله، أما بالنسبة لإيصال الطلبات فهذا أمر ضروري لتقديم خدمات مميزة وناجحة، وسيتولى هذه الخدمة فريق من الشباب السعودي المدرب وعبر قنوات حديثة ومبيعات إلكترونية. ما صحة ما يقال عن إبعاد أشخاص عن المجلس التأسيسي للجمعية؟ لا صحة لإبعاد أي شخص، وما حدث لا يعدو كونه التباس حول كون بعض الأعضاء يعملون ببعض الجمعيات مثل الجمعية التعاونية الزراعية وحسب نظام وزارة الشؤون الاجتماعية فإنه يحق للشخص المشاركة في أكثر من جمعية تعاونية. تكاثر الجمعيات في عنيزة على اختلاف مناشطها يعطي المتابع بعدم نجاحاتها ما هو تعليقكم؟ بالنسبة للجمعيات في محافظة عنيزة فإن كل جمعية لها نشاط يختلف عن الجمعية الأخرى، وهذا لا يؤثر على كل جمعية وبالنسبة للجمعية التعاونية الاستهلاكية فإنها الوحيدة بالمحافظة في هذا المجال والدولة (وفقها الله) تسعى إلى نشر مفهوم الجمعيات التعاونية وهي ظاهرة صحية تساهم في نقل المجتمع إلى العمل الجماعي والاستفادة من الفرص السخية التي تقدمها الدولة لأبنائها ومواطنيها.