«الحمد لله الذي شافاني من كورونا».. بهذه العبارة بدأ استشاري الباطنة في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور محمد خليفة حديثه ل«عكاظ» قائلا: «باعتباري استشاري باطنة من واجبات عملي اليومية المرور على المرضى في مختلف الأقسام الطبية وفي قسم الطوارئ للمرضى الذين يدخلون تحت اسمي وليس لهم سرير للدخول إلى المستشفى، ومرورنا عليهم يكون يوميا وكنت أرتدي الكمامات الطبية لأن قسم الطوارئ به عدة أمراض معدية فيروسية وبكتيرية، وقد يكون ذلك سببا لاكتسابي العدوى بفيروس كورونا». وعن بداية المرض والأعراض التي أحس بها، يضيف د. خليفة: «الأعراض كانت عبارة عن ارتفاع في درجة الحرارة وشعور بالتعب والخمول وعدم شهية للأكل ولم يكن هناك أي أعراض لسعال أو إسهال، فأخذت الأمر في البداية على أنه التهاب رئوي خفيف، فتناولت مضادا حيويا يكفي للقضاء عليه، ولكن الحالة زادت حتى صرت لا أستطيع الحركة إلا ببطء ورعشة في اليدين لدرجة أنني لا أستطيع حمل كوب ماء، وبعد 3 أيام من العلاج بالمضاد الحيوي ومسكنات الحرارة، لم أشعر بأي تحسن فأخبرت زوجتي وابني الكبير بوضعي الصحي فحضر في الحال، وكان الوقت بعد العشاء وأنا لا أستطيع المشي إلا بصعوبة من الإرهاق والتعب، فلم نذهب إلى مستشفى الملك فهد بسبب وجود حالات كورونا في الطوارئ وازدحام المستشفى بالمرضى، بل توجهنا إلى طوارئ مستشفى خاص وسجلنا الدخول ولكن أخبرونا بأن علينا أن ننتظر حوالي ساعتين أو ثلاث ساعات، ومع تدهور حالتي الصحية أدخلوني خلال ربع ساعة إلى غرفة الكشف وتم قياس درجة الحرارة والضغط، وبعد ساعة تقريبا أخذت إلى إحدى غرف الطوارئ، حيث كشف علي طبيب وتم أخذ عينات دم وبول للتحليل مع إعطائي محلولا مغذيا، ولكن للأسف لم يتم أخذ مسحة لتحليل فيروس كورونا ولم يتم عمل أشعة للصدر رغم انتشار المرض في جدة، وكان يمكن تشخيص حالتي بالأشعة.. وبعد عدة ساعات جاء طبيب وأخبرني بأن نتائج التحاليل مطمئنة فقط الصفائح الدموية منخفضة قليلا، وطلب مني أخذ عينة دم أخرى لاحتمالية إصابتي بحمى الضنك، ولكن النتيجة جاءت سلبية، فأخبرني بأني مصاب فقط بفيروس ولا أحتاج لأي علاج سوى الراحة وشرب المزيد من السوائل، فذهبت إلى البيت والحالة لاتزال كما هي بل ازداد الوضع سوءا.. عندها قررت الذهاب إلى مستشفى الملك فهد وعمل تحاليل طبية كاملة وأشعة للصدر ومسحة لفيروس كورونا». يواصل د. خليفة حديثه ل«عكاظ»قائلا: «الأشعة الصدرية أظهرت وجود التهاب شديد في الرئة اليمنى شخص من قبل استشارية الأمراض الصدرية الدكتورة نعمت السيوفي التي قررت تنويمي حالا في المستشفى وتم حجز سرير لي في قسم العزل، وجاءت نتيجة مسحة الكورونا إيجابية فتم وضعي على مضادات حيوية عن طريق الوريد وإعطائي أدوية ضد الفيروسات، وأشرف على علاجي استشاري الأمراض المعدية د. محمد الغامدي، وتنومت لمدة 11 يوما في المستشفى إلى أن تحسنت حالتي الصحية، وكانت عائلتي تزورني يوميا مع الحرص على اتخاذ الإجراءات الاحترازية مثل لبس الكمامات والقفازات». وأضاف: «كنت خلال هذه الفترة أشرب ماء زمزم وآخذ العسل مع الحبة السوداء والزنجبيل وزيت الزيتون والشمر والتلبينة النبوية والقرع العربي (اليقطين) لزيادة مناعة الجسم باعتباري مريض سكر وضغط». واختتم د. خليفة حديثه ل«عكاظ» داعيا إلى تكثيف الجرعات التوعوية لتعريف أفراد المجتمع أكثر بالمرض وطرق انتقاله وكيفية تجنبه، مع توفير غرف عزل في المستشفى أكثر وتوفير كمامات للمرضى والعاملين في المستشفيات والزوار.