عكست زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القرم وظهوره على متن زورق سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود في ميناء سيباستوبول حجم التوتر والخلاف بين روسيا من جهة وأوكرانيا والدول الأوروبية من جهة أخرى. ووقف بوتين مرتديا سترة سوداء إلى جانب وزير الدفاع سيرغي شويغو على متن زورق أبيض مر بالتوالي أمام عشرات السفن العسكرية الروسية ووجه التهاني عبر مكبر للصوت لطواقم السفن التي وقف عناصرها متأهبين ببزات العرض وردوا عليه بهتاف البحرية بصوت واحد، بحسب صور التلفزيون الروسي. وقال بوتين أمام كل سفينة «أيها الرفاق أهنئكم على العيد 69 للنصر في الحرب الوطنية الكبرى». وبعد استعراض السفن بدأ عرض جوي شمل عشرات الطائرات من بينها طائرات قصف تفوق سرعة الصوت توبوليف تي يو - 22 ومطاردات سوخوي اس يو - 27 ونفذت طلعات بتشكيلات فوق المدينة. من جهتها، عبرت الحكومة الأوكرانية عن "الاحتجاج الحازم" على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شبه جزيرة القرم، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وأفاد البيان أن هذه الزيارة إلى أراض "محتلة بشكل مؤقت" تشكل "انتهاكا فاضحا للسيادة الأوكرانية"، مشيرا إلى أن "هذا الاستفزاز يؤكد مجددا على عدم سعي روسيا إلى حلول دبلوماسية" للتوتر بين البلدين. فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم الأوكرانية "غير لائقة". وهذه هي أول مرة يزور فيها بوتين شبه الجزيرة منذ ضمتها روسيا لأراضيها من أوكرانيا في مارس آذار. وقال راسموسن للصحفيين خلال زيارة لطالين عاصمة استونيا "أعتقد أن زيارته للقرم غير لائقة". وأضاف أنه لم يرده تأكيد ملموس بانسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية. ولمحت وزارة الخارجية الروسية إلى أن راسموسن "يغض الطرف" بعد أن قال إنه لا يرى أي مؤشرات على أن روسيا تسحب جنودها من الحدود الأوكرانية. في هذه الأثناء ما زالت الاتصالات الأمريكية الروسية متواصلة للوصول إلى تسوية بشأن الأزمة الأوكرانية، إلا أن وزيري خارجية البلدين لم يتمكنا حتى الآن من ردم الهوة بين روسيا والغرب.