حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من تصديق من يدعون علم الغيب بكل الوسائل، ومنها الأبراج، مذكرا بأن علم الغيب مما اختص الله به نفسه، وأن مصيرنا وآجالنا وأعمارنا وما قدر الله أن يكون لا علم لنا به، إلا ما علمنا ربنا؛ فهذه أمور أخفيت علينا. وبين أن مشاهدة هذه القنوات التي فيها أبراج يعتبر جريمة، وكبيرة، لا يجوز اقترافها. ● هل صحيح أن من يتخلف عن صلاة الجماعة؛ لأن الإمام مبتدع، فهو مبتدع، علما بأن بدعته ليست مكفرة؟ سالم يغمور ●● الجماعة واجبة، وينبغي وضع إمام مناسب، وإذا كان هذا الإمام بدعته ليست مكفرة، وتخشى لو أن تصلي وراءه يكون انقسام الجماعة، أو أن لا يمكن أن تصلي مع جماعة أخرى، فصل معه، وناصحه، وابذل النصيحة لعل الله يهديه. يكرهون الإمام ● لدينا إمام، والجماعة لا يحبونه، ويكرهونه كراهة ليست شرعية؛ فما حكم إمامته لهم؟ ●● الحديث في الثلاثة الذين لا تجاوز صلاتهم آذانهم ذكر رجلا أم قوما وهم له كارهون، لكن هذه الكراهة ينظر فيها: إن كان كرهه لدينه، لنقص في إيمانه، لقصور في أخلاقه، لتساهل بواجباته، لإهماله للمسجد، لمشاغبته للمأمومين، لعدم انضباطه في وقته، كونه يسعى بالتفرقة بين الجماعة، هذا شيء يبلغون به الجهات المختصة في وزارة الأوقاف، وهناك يتصرفون على حسب الواقع وينتهي الموضوع. أما إن كان لغير أمر، مستقيم، منضبط في أخلاقه وسلوكه، منضبط في إتيانه للمسجد، لا غبار عليه، وإنما هوى لينقلوه عن وظيفته إلى غيره، فلا يجوز لهم ذلك. ● ما فضل الإصلاح بين الأقارب؟ عبدالمجيد عيوني ●● إن الإصلاح خلق الكرام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بين المسلمين إذا تخاصموا، وهو درجة عالية يوفق الله لها من اختار من عباده. ويجوز تخصيص نصيب من الصدقة للغارمين في سبيل الله، وهم الذين يدفعون من أموالهم للإصلاح بين القبائل والمتخاصمين؛ لأن الإصلاح فضله عظيم وخيره عميم، فالمسلم العاقل يسعى للإصلاح بالإخلاص لله لا طلبا للزعامة، وإنما رغبة في جمع الكلمة ولم الشعث وقطع أسباب الفرقة والاختلاف. إن حصول العداوات والبغضاء والقطيعة من الأرحام والأصدقاء تحدث بلا شك، ومرد ذلك إلى الذنوب، قال الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). واجب المسلم علاج هذا الأمر بالعلاج الشرعي الذي جاء في قول الله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، وفي الحديث: «وخالق الناس بخلق حسن» . فالصبر والتحمل يكون مطلوبا بشكل أكبر وأشد بين الأرحام، مضيفا «الرحم تصله وإن أساء إليك، تحمل إساءته وجهالته واجعلها لله وفي سبيل الله». إن إشغال القلب بالبغض والكراهية ومقاطعة الآخرين لا يبعث على الاطمئنان في النفس والحياة، فالدنيا مملوءة بالنكد والكبد والعداوة إلا من وفقه الله فالتزم آداب الإسلام وعامل الناس بالحسنى. حسن الخلق ● كيف يكون المسلم حسن الخلق؟ ● النبي حث على حسن الخلق وجمع بين التقوى وحسن الخلق، كيف يجمع المسلم بين الحسنيين، الخلق والتقوى؟ م. ق ●● لا شك أن الجمع بين التقوى وحسن الخلق من الأخلاق العظيمة الفاضلة؛ لأن كون المسلم تقيا لله منفذا لأوامره مجتنبا لنواهيه لا بد أن يضيف إليه حسن الخلق ليتعامل به مع الناس ليكون سببا في دعوتهم إلى الله وبصيرهم في دين الله وترغيبهم في الخير وترهيبهم من الشر. إن حسن الخلق يجعل لناس يألفونه ويصغون إليه ويقصدونه ويستنصحونه ويستشيرونه، فإذا كان خلقه حسنا صبر على الناس وعاملهم بالحسنى، واستطاع بتوفيق من الله أن يقنعهم بالخير وأن يحذرهم من الشر ويأخذ بنواصيهم لما يحبه الله ويرضاه، والله أمرنا بحسن الأخلاق، فقال: وقولوا للناس حسنا، فأمرنا أن نخاطب الناس بالتي هي أحسن، وقال مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وقال جل وعلا: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)، فحسن الخلق عمل عظيم من أسباب دخول الجنة، فيا أيها المسلم احرص على حسن خلقك، احلم على الجاهل واصفح عنه وصل من قطعك واعط من منعك وخالق الناس بالأخلاق الفاضلة، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (اتق الله حيثما كنت واتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن). الوقاية من العين ● ما سبل الوقاية من الحسد والعين، وهل هناك عقوبة للعائن. محمد الغامدي ●● العين حق، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو كان شيء يسبق القدر لكان العين)، ونهانا عن الحسد، فقال: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا)، وأخبر أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وعلى من يريد النجاة من هذه الأمور الالتجاء إلى الله تعالى والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من ذلك والثقة بالله تعالى، والعلم التام بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والأخذ بالأسباب والاحتياط والثقة بالله، وقد قال الله تعالى في السحرة: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله). فلا يستطيع عائن أو حاسد أن يضرك إلا بإذن الله، فثق بالله ووثق صلتك بربك واطمئن وتعوذ بالله من الشيطان، وائت بأذكار الصباح والمساء، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما ذكر قصته مع الشيطان، وأنه قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان». ولما سحر النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، فكان يستعيذ بهما ويعوذ بهما بنيه، وقال عليه الصلاة والسلام: «أنزل علي آيات لم ير مثلهن (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)». وعلى من وجد في نفسه أنه يعين الناس أو يصيب بعينه أن يتقي الله، وإذا رأى ما يعجبه فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ويكثر من ذكر الله ويتعوذ، وإذا عرف أنه أصاب إنسانا بعينه فعليه أن يغتسل بماء ويدفعه لذلك المصاب ليغتسل ويتوضأ به لعل الله أن يزيل عنه ذلك الأثر السيئ. الاهتمام بالأبراج ● عندي شخص في العائلة دائما ما يشاهد ويهتم بالأبراج ويؤمن بها، ما حكم ذلك؟ مازن يحيى ●● لا، لا يجوز. الأبراج كذب، وافتراء، وادعاء علم الغيب، هذا كله لا يجوز: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)، مصيرنا وآجالنا وأعمارنا وما قدر الله أن يكون، لا علم لنا به، إلا ما علمنا ربنا؛ فهذه أمور أخفيت علينا؛ فمشاهدة هذه القنوات التي فيها أبراج يعتبر جريمة، وكبيرة، لا يجوز.