•• منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة وحتى اللحظة والتو.. ونحن محط أنظار العالم بأكمله.. ينظرون إلينا وفي أنفسهم تأويلات.. وفي أذهانهم هواجس.. يتفقون علينا أكثر بكثير مما يختلفون. •• وقيض الله لهذه البلاد المقدسة أسرة حاكمة تتسم بالرجاحة والعدل، بقيادة المؤسس الأول عبدالعزيز رحمه الله رغم سنه المبكر آنذاك.. فقد خصه الله عز وجل بسمة القائد الفذ مذ يفاعته.. ما مكنه من استعادة حكم آبائه وأجداده بفتح مؤزر ولافت لحصافته وطموحه المتوقد.. وبعد نظره.. وإصراره على الحق والحرص عليه. •• فما أن وفقه الله ومن عليه جلت قدرته بتمام فتح الرياض واستقرارها على يديه.. أطمأنت نفسه وبات همه إعلاء شأن الأمة ورفع الحيف عنها ونشر الدعوة الإسلامية وتحقيق الرخاء والأمن والاستقرار للمسلمين. •• ولذلك شد العزم وطوعه بحكمة الحكيم القوي القادر على إعلان التوحيد الذي يحمي الأمة من التمزق والتشرذم وفت العضد... وهذا الإصرار العنيد ولد لديه طموح التوحيد ورفع كلمة الحق دون خوف أو وجل من مبدأ: (إذا خفت لا تفعل.. وإذا فعلت لا تخف) ولأنه رحمه الله لا يعرف الوهن إلى داخله طريقا.. شد العزم بقوة الشكيمة على حماية البيتين.. بيت الله الحرام ببكة.. وبيت الله في طيبة الطيبة. •• ولكي يتحقق ذلك قرر العزم لفتح الحجاز.. وتوالى الفتح بنصر من الله، حتى تم فتح المخلاف السليماني في الجنوب من أقصاه إلى أقصاه.. وتم التوحيد بإصرار المؤمن عبدالعزيز فتوحدت شبه الجزيرة العربية توحيدا بات أنموذجا في تجربته، وأفقنا على حلم الإصرار (المملكة العربية السعودية). •• رحل عبدالعزيز أفاء الله عليه رحمته وخلف لنا أعظم وأعدل ملوك الأرض.. سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله وخامسهم الفارس المقدام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. صاحب المبادرات الدولية والإقليمية، وعلى الأخص الوطن.. إن همه الأول النهوض بكل ما من شأنه رفع مستوى هذا البلد الكريم وأهله على كافة الأصعدة.. التعليمية، والصحية، والصناعية، والزراعية، والعمرانية، والأمنية.. وأضحت نهضة مبهرة قامت على أسس ومرتكزات وثوابت غير قابلة للتغيير أو التبديل.. من شأنها توثيق عرى المحبة للأرض والوطن والحفاظ عليه. •• ومن هذا المنطلق.. ومن هذا المبدأ، جاء قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء.. والمتأمل لصيغة هذا القرار يقرأ في ثنايا سطوره رجاحة عقل خادم الحرمين الشريفين الماضي والحاضر والمستقبل الآتي لبلادنا العظيمة.. بغية الحفاظ على البيت السعودي وتوثيق أركانه.. فلم يكن أمامه حفظه الله بدا من اختيار سموه لثقافته وتجاريبه وصفو خلاصتها ومهنيته العالية وخلقه المترف.