أثبتت الضربة الاستباقية الجديدة لوزارة الداخلية في كشفها لتنظيم إرهابي جديد داخل المملكة على ارتباط بتنظيم القاعدة في اليمن و(داعش) الإرهابية في سوريا، ما يعانيه التنظيم من تخبطات وفشل بعد هلاك عدد من قيادييه الضالين، ومقابلتهم بمواجهة شرسة من الأمن السعودي، ما تسبب في فرارهم إلى اليمن، محاولين مبايعة أمير لهم لإعادة تنظيمهم الإرهابي داخل الأراضي السعودية من جديد. وكان لعدد من الدعاة الغيورين على وطنهم دور كبير في توضيح حقيقة ما يدور في سوريا ومن يحاول استغلال تلك القضية من أجل الزج بالشباب السعودي في مواطن الصراع. وكان أبرز أهداف التنظيم الإرهابي الجديد إيجاد فوضى داخل المملكة عبر عدة أشكال وطرق، مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي للمحاولة من خلالها لبعث بعض الافتراءات محاولين استغلال بعض القضايا لتحويرها وإطلاق أكاذيب لزرع الفتنة، إلا أن المواطن السعودي أثبت أنه الرقم الصعب في إفشال تلك الخطط وعدم الانصياع لها.وكشف الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء أمس خلال برنامج (همومنا) أن من أخطر ما يواجه الأمة الإسلامية اليوم هو استسهال الاختلاف الذي يقود إلى التنازع ويؤدي للفشل، والاحتراب وفرقة الكلمة، وقال «إن البعض اليوم للأسف يستعجل إطلاق الأحكام والفتاوى، وبخاصة الفتاوى التكفيرية المؤسسة للفوضى في جسد الأمة، وهي ما حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». وأضاف أن المجتمعات الإسلامية اليوم في نعمة كبيرة، هي وجود مؤسسات كبيرة مؤهلة وقادرة للقيام بأعمال الفتوى بشكل جماعي وليس فرديا، ولديها من الإمكانات ما يؤهلها للنظر في أي حالة من مختلف جوانبها، وعليه فإن النظر في الموضوعات الفقهية غاية في الدقة والصعوبة، وليست مسألة على قدر كبير من السهولة بحيث يستطيع أن يمارسها أي شخص. وأكد الشيخ أنه في عصور الفتنة يطلق البعض فتاواهم دون دراسة أو بحث أو تمحيص ودون معرفة شرعية وواقعية وقانونية، وقال «للأسف إن انتشار الأفكار والفتاوى التكفيرية والاستعجال في الفتيا، وإطلاق الاتهامات بالقصور لولاة الأمر أو للمشايخ، ليس نابعا عن معرفة أو حكمة، بل فيه بعض أوجه القصور»، مؤكدا أن البشر خطاؤون، ولكن قبل أن ننتقد غيرنا ونحمله القصور، علينا أن نسأل أنفسنا هل قمنا بواجباتنا التربوية نحو أسرنا وأبنائنا على وجهتها الصحيحة. (عكاظ) اطلعت على كافة المعلومات التي كان تنظيم القاعدة الإرهابي بقيادة الهالك أسامة بن لادن يخطط لها منذ سنوات عبر تجنيد وتدريب عدد من قيادات التنظيم الإرهابي لتنفيذ أعمال إرهابية في مواقع مختلفة من المملكة، إلا أن الجهات الأمنية نجحت في كشف تلك المخططات وإفشالها وتفكيك الخلايا الإرهابية والقبض على كافة عناصرها وقتل عدد منهم أثناء المواجهات الأمنية. تنظيم القاعدة بالداخل: وكان تنظيم القاعدة في الداخل يقوم على مجلس يتكون من عدة عناصر (قائد التنظيم بالداخل، والمسؤول العسكري، والمسؤول المالي ومسؤول التسليح)، وكانت الخلايا الرئيسية يتولاها قياديو التنظيم الإرهابي المدربون والمعتنقون بشدة فكر زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الهالك أسامة بن لادن، فيما كانت بقية العناصر الأخرى من المجندين في الداخل والمغرر بهم يخضعون لتدريبات مكثفة لتنفيذ المخططات الإرهابية. 8 خلايا رئيسية و14 فرعية وكانت تتوزع الخلايا الإرهابية في عدد من المناطق والمدن الرئيسية التي تشكل هدفا للتنظيم، ويتكون تنظيم القاعدة بالداخل من خلايا الرياض، الشرقية، المدينةالمنورة، مكةالمكرمة، القصيم، الشمال، الجنوب، دولة الإمارات، عمان والكويت، كانت تسعى لاستهداف مواقع داخل تلك الدول إضافة للإساءة للمملكة مع جيرانها، وذلك بتعاون عناصر تنظيم القاعدة في الداخل وبعض مواطني تلك الدول، ويتفرع عن تلك الخلايا الرئيسية خلايا فرعية وصلت إلى 14 خلية فرعية. وكشفت الجهات الأمنية أن الخلايا الإرهابية تتخذ شكلين هما: 1- مجموعات العمل السري داخل المدن وتتكون الخلية الواحدة من أربع مجموعات أساسية: أ مجموعة القيادة وتتكون من فردين (قائد الخلية ونائبه) ومهمتها اختيار المؤهلين للعمل القتالي وتدريب المجموعات كل مجموعة حسب تخصصها وترتيب الاتصالات بينها وبين المجموعات الأخرى بشكل آمن وتوفير التأمين اللازم للعمليات القتالية والتخطيط لها واختيار الهدف وتتلقى هذه المجموعة التعليمات من القيادة العليا. ب مجموعة جمع المعلومات (الاستطلاع) وهي لا تزيد عن أربعة أفراد، كل فردين يشكلان طاقم عمل ومهمتها استطلاع الأهداف التي تحددها القيادة بدقة متناهية، ونقل المناخ الأمني بمنطقة الهدف للقيادة بشكل واقعي وكتابة تقرير استطلاعي ميداني عن الهدف. ج مجموعة التجهيز الفني والإداري ويفضل ألا يزيد عدد أفرادها عن أربعة يشكلون طاقمين أحدهما فني والآخر إداري ومهمتهم التجهيز الفني للعملية وتوفير المواد والأسلحة المطلوبة للعملية وتوفير البيوت الآمنة قبل وبعد العملية، ولدى أفراد هذه المجموعة القدرة على شراء الأسلحة وتهريبها واستئجار البيوت والسيارات. د مجموعة التنفيذ ويكون عددهم بحسب حجم العملية ومهمتهم تنفيذ العملية. والشكل الثاني الذي تتخذه الخلية هو تنظيم مجموعات العصابات في المناطق الوعرة وتبدأ بالجماعة، ثم الفصيلة، ثم السرية، ثم الكتيبة، واتضح من خلال التحقيقات مع المتهمين وأقوالهم والذين سبق لهم الانضمام لتنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان والعمل عن قرب مع الهالك أسامة بن لادن ورفقاه أن لتنظيم القاعدة منهجا محددا في اختيار وتدريب العناصر المختارة للعمل الإرهابي، ويأتي في مقدمة هذا المنهج شرط معتمد للغاية وهو وجوب السمع والطاعة لأمير التنظيم والخلايا وللأوامر التي ستصدر إليه بخصوص المشاركة في التنفيذ.