بدأت الكتل النيابية تتحدث عن رئيس توافقي، للخروج من مأزق التعطيل وتفادي الدخول في مرحلة الفراغ الرئاسي، ورغم إجماع القوى السياسية اللبنانية على مصطلح الرئيس التوافقي، إلا أنها تختلف على الشخصية التي ينطبق عليها المصطلح. وفي ذات الوقت، بدأ يلوح في الأفق حديث عن «مرشح وفاقي». عضو كتلة الكتائب البرلمانية النائب فادي الهبر قال ل«عكاظ»: كثرت الشخصيات التوافقية المرشحة، ولكننا كحزب كتائب لا نرى إلا الرئيس أمين الجميل رئيسا توافقيا في هذه المرحلة الحرجة، معتبرا أن الموضوع ليس رئيسا توافقيا لكي ننتخب الرئيس، بل التوافقي هو من يستطيع أيضا إرساء مشروع وطني وانفتاحي على الجميع ويحافظ على السيادة، ويشكل حالة تطورية وتحديثية للبلد عبر حمايته وتحييده عما يحدث في العمق العربي خاصة الوضع اللبناني المارق الذي نمر فيه. ورأى الهبر، أن الجميل يمثل فرصة لبنانية انطلاقا من انفتاحه على الجميع وخبرته في الرئاسة، وعلاقاته الدولية والعربية، مؤكدا أن رئاسة الجمهورية ليست امتيازا لطائفة بل هي تكليف وطني، والرئيس الجميل سيكون مصلحة لجميع الطوائف. من جهته، قال المرشح لرئاسة الجمهورية النائب روبير غانم ل«عكاظ»: لست مرشحا توافقيا بل مرشحا وفاقيا، فالتوافق يحصل بين طرفين، أما الوفاق فهو على الرئيس القادر على إحداث الوفاق بين اللبنانيين جميعا وترسيخ الاستقرار والحوار. بدوره، اعتبر نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس، أن مصطلح «رئيس توافقي» يستعمله البعض لتغليف سعيهم للهيمنة على موقع رئاسة الجمهورية. وقال ل«عكاظ»: لا نرى انتخابا لرئيس للجمهورية في ظل البدعة الدستورية التي اطلعنا بها رئيس مجلس النواب نبيه بري حول النصاب، وبالتالي نحن متجهون إلى الفراغ التام في موقع الرئاسة الأولى. وحمل حزب الله مسؤولية ما يجري من تعطيل لمؤسسات الدولة، والحيلولة دون أن تكون استحقاقاتها دستورية. العونيون من جهتهم، لا يرون رئيسا توافقيا غير رئيس كتلتهم النائب العماد ميشال عون، فيرى وزير العدل السابق شكيب قرطباوي، أن التوافق لا يعني رجلا لا لون ولا طعم له، بل رجل يستطيع التفاهم مع الآخرين. وأفاد، أن مرشح الوفاق الحقيقي هو من يستطيع أن يتوافق مع الجميع وينفتح عليهم ويؤدي دوره كرئيس للبنانيين جميعا، معتبرا أن ما دون ذلك «فراغ مقنع».