انطلقت يوم أمس في المدينةالمنورة ورشة عمل حول إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة، وذلك ضمن نشاطات مشروع تطوير إدارة مياه الري ورفع كفاءة استخدام المياه. وأوضح مدير عام الزراعة بمنطقة المدينةالمنورة خلال إلقائه كلمة الافتتاح الترحيبية بالحاضرين والمشاركين في الورشة، أن ما يزيد عن ألف مزرعة تستفيد من مياه الصرف الصحي المعالجة في ري النخيل والأعلاف في مزارع الخليل والبقمي والبحرة مرورا بالحفيرة، لافتا إلى أهمية استخدام مصادر المياه المتجددة، خاصة المعالجة ثلاثيا، حيث إن هذه المياه ذات مواصفات مناسبة للزراعة. أما مدير عام الإدارة العامة لشؤون الري والمدير الوطني لمشروع الري بالتعاون مع منظمة الفاو المهندس عبدالمحسن السليمان فرحب بالمشاركين في الورشة، لافتا إلى أهمية الاستفادة من التجارب العالمية في إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة. وأكد السليمان أن الزراعة تعد المستهلك الأكبر من هذه المياه، حيث تستهلك أكثر من 80% من المياه التي تقدر بحوالي 16 مليار متر مكعب في السنة، 3 مليارات منها من مصادر متجددة و1% فقط من مياه الصرف الصحي المعالجة والبقية من مياه الآبار غير المتجددة والتي تقل سنة بعد أخرى. من جانبه، أشار الدكتور بوبكر الصافي كبير الخبراء الفنيين في منظمة الفاو للأمم المتحدة لمشروع الري الذي يمتد لغاية 2016، ويهدف للمدى البعيد إلى المساهمة في استدامة الزراعة المروية من خلال تحسين إدارة الري ورفع كفاءة استخدام المياه من خلال خفض استخدام الموارد المائية في الري، مشيرا إلى أن المملكة تعاني ندرة المياه المتجددة وتعتمد الزراعة حاليا على المياه الجوفية غير المتجددة لسد معظم حاجياتها من المياه وأن مياه الصرف الصحي المعالجة تعتبر مصدرا هاما من المياه المتجددة ويجب الاستفادة القصوى من هذا المورد، خصوصا إذا توفرت الظروف الملائمة لمعالجة هذا النوع من المياه حسب المعايير المتعارف عليها دوليا. وأضاف أن التجارب الدولية في مجال معالجة مياه الصرف الصحي أثبتت نجاعة ونجاحا كبيرين، لافتا إلى أن دولا كأمريكا تروي كميات كبيرة من الفراولة ذات الجودة العالية، متمنيا توسع معالجة المياه أكثر وأكثر، خاصة في ظل وجود كميات كبيرة من تلك المياه.