أي فرحة يعيشها الإنسان أجمل وأصدق من فرحة الإنجاز والانتماء والولاء، وأي بسمة يستطيع رسمها أعذب من ابتسامة المشاعر الصادقة على ثغر الوطن الذي تعلمنا منه الحب والوفاء لمن نحب، وأي حب أنبل من حبك أيها الوطن. وأي عز وفخر يكتسبه الإنسان أعظم من اعتزازه بوطنه ورقيه في كافة المجالات، أسوق هذه الكلمات، بل هذه المشاعر، ونحن نعيش اليوم واحدا من الأيام التاريخية التي تسجل بمداد من ذهب للوطن ولرياضة وطن، والبهجة التي تسكن قلوبنا بهدية خادم الحرمين الشريفين لأبنائه أبناء مدينة جدة ورياضييها، متمثلا في افتتاح «الجوهرة». وتستمتع أكثر عندما تمزج فرحة الإنجاز بفرحة نجاح الموسم الرياضي وتميزه على كافة الأصعدة تنظيميا وجماهيريا وإعلاميا وفنيا، ولعل هنا من باب الإنصاف وإحقاقا للحق لا بد أن نعرج إلى ما قدمه اتحاد الكرة ولجانه خلال موسم طويل صاحبه تحديات صعبة، كان لاتحاد الكرة ولجانه بصمة مشعة أجلت الظلام المتسرب من قبل المحبطين في أروقة الاتحاد، فبرغم كل التحديات التي واجهت اتحاد عيد ومحاولة عرقلته والضغط عليه، إلا أن إصرار مجلس الاتحاد وأعضائه على الصمود والارتقاء بالفكر والعمل الإداري داخل تلك المنظومة حجب تلك المحاولات، فكان الاتحاد حاضرا متفوقا على منتقديه والطامعين فيه، بل تفوق حتى على نفسه ليحقق ما أراد له، من مكتسبات عديدة وملموسة هذا الموسم، حتى لو حاول البعض حجبها لدوافع مختلفة؛ بهدف جره لمستنقعات وحلة مهما بلغت التصريحات أو الاتهامات أو إثارة للبلبلة في النهاية لا يصح إلا الصحيح.. لذلك، قياسا بالفترة الزمنية التي قضاها الاتحاد المنتخب، ومقارنة بحجم العمل المقدم، فإن مجلس إدارته استطاع أن يقفز بالأنظمة واللوائح وتطبيقاتها قفزات ملموسة في تطوير العمل، حيث نجحت لجنة المسابقات في القضاء على الإشكالية المزمنة للكرة السعودية، وهي «التأجيلات» وكيف تم معالجتها، وأيضا تفوق الدكتور عبدالله البرقان ورفاقه في علاجه للكثير من الجروح التي عانى منها الاحتراف لدينا، وحضرت المسؤولية الاجتماعية بكامل عنفوانها لتمسح على رأس المجتمع بأسره، وتضع يدها بيد كافة القطاعات لقيادته والنهوض بدفة الشراكة الحقيقية نحو مجتمع أفضل، ولجنة كرة القدم وغيرها من اللجان التي تبذل جهودا مضنية في الخفاء من أجل صورة رياضة الوطن. وعندما نستعرض ما قدمه اتحاد الكرة لا يعني بأنه لا يوجد أخطاء، فما من نجاح يأتي بدون أخطاء، فالخطأ وارد ولا يوجد إدارة أو فرد لا يخطئ، لكن لا يجب أن نضخم تلك الأخطاء بهدف التقليل من العمل الكبير المبذول، وعلينا أن نؤمن بأن مشوار ألف ميل يبدأ بخطوة، ولتجتازها عليك التسلح بالمعرفة والثقة بالنفس وقدرات فريق عملك على خوض المغامرة والتزود بالمهارات المناسبة والإمكانيات العالية التي تقودك لنجاح، وهذا ما نهجه اتحاد عيد على مدار عام كامل. بالتالي، من حق اتحاد الكرة أن يحتفل بنجاحات موسمه الأول، وأن يعيش لحظة التكريم الذي سيحظى بها من مولاي خادم الشريفين في العرس الكبير، وهذا بحد ذاته شرف لا يعادله شرف.