شهد حي المنصور الشهير بمكةالمكرمة الذي يعتبر من أقدم الأحياء، في الآونة الأخيرة، أعمال إزالة واسعة شملت قرابة 3600 منزل لصالح طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز «الطريق الموازي»، حيث يسكن هذا الحي عدد كبير من المخالفين الأفارقة وبعد إزالة آلاف المساكن تحول الكثير منهم إلى رؤوس الجبال وهناك شيدوا أكواخا ومباني من مخلفات الإزالة. «عكاظ» تجولت في حي المنصور الذي تمت إزالة جزء كبير منه وشاهدت عددا من المخالفين وطرق عيشهم، حيث شيدوا اكواخا على رؤوس الجبال غير عابئين بالمعدات التي تعمل في مشروع الطريق الموازي. في هذا السياق، أوضح محمد فقيه أن عددا كبيرا من المخالفين شيدوا اكواخا مهترئة من بقايا المنازل المزالة وأن جميع اصحاب العقارات ارتحلوا من الموقع وبقي المخالفون بين الاطلال ولم يكتفوا بذلك بل صعدوا إلى رؤوس الجبال حيث تحول الموقع إلى مشهد من العشوائية المفرطة التي لا تسر العين، موضحا أن الجهات المختصة بالمرصاد للمخالفين ولكنهم سرعان ما يعودون إلى مواقعهم مرة أخرى بعد انتهاء الحملات. وأضاف: في أحد الأيام واصلت سيري في حي المنصور حيث تتم ازالة العقارات فاتضح لي أن هناك اعدادا كبيرة من المخالفين، رغم انه لا توجد مداخل في الحي ولا يمكن لسيارة أن تعبر وسط الركام ولكنهم رغم ذلك متواجدون في انحاء الحي. وأوضح عدد من العمال الذين يعملون في ازالة الحي انه تم بناء منازل من اكواخ وصنادق على انقاض المنازل المزالة واتخذ المخالفون من رؤوس الجبال منازل تبعد عنهم الاعين بالقرب من المشروع القائم مشيرين الى تكثيف ورديات حراسة المعدات ليلا خوفا من سرقة بعض المعدات الخاصة بالهدم. من جهته، بين عبدالرحمن خياط احد السكان المجاورين للمنطقة المزالة انه في الآونة الاخيرة بدأت السرقة تكثر في الجهة الباقية من حي المنصور والاعين متجهة للسكان العشوائيين حيث كانوا يسكنون في منازل مقامة بطريقة عشوائية ولا يحملون ما يثبت ملكيتها وحين بدأت الازالة انكشفت مخابئهم وهم يتصورون انهم بعد الازالة سيعودون لبناء العشوائيات كما كانت في الاول. ومن الجانب المقابل، اكد مصدر مسؤول بأمانة العاصمة المقدسة أن الأمانة وبمشاركة عدد من الجهات المختصة مثل هيئة تطوير مكةالمكرمة وغيرها ماضية في تنفيذ مشروع تطوير الأحياء العشوائية ولصالح الطريق الموازي وبدعم من القيادة ومتابعة دؤوبة من إمارة منطقة مكةالمكرمة التي وضعت الحل النهائي الناجح للعشوائيات بالمنطقة، مؤكدا أن الأمانة انتهت من دراسة متكاملة لظاهرة المناطق العشوائية وتطويرها، مشيرا إلى أن مشروع تطوير الأحياء الذي يشمل عددا من الاحياء ومنها بالطبع حي المنصور والطندباوي وجرهم وغيرها مثل النكاسة تمثل ما نسبته 11% تقريبا من إجمالي مساحة الكتلة العمرانية لمكةالمكرمة وهي اكثر المناطق عشوائية.