تشير بعض المؤشرات إلى أن المنافسة الرياضية بين أنديتنا تتجه نحو سلك نفس المسار الذي سلكته «الكرة المصرية» حتى انحصرت بين ناديين، وهما الأهلي والزمالك. من أبرز هذه المؤشرات في رياضتنا، تصارع أكثر من 7 أندية لهذا العام على المركز الثاني عشر في محاولة للهروب من شبح الهبوط، حتى تحولت الإثارة من القمة إلى القاع، وهذا حدث في الجولات الأخيرة من الدوري، في حين كانت الأندية المهددة بالهبوط في بداية الثلث الأخير من الدوري تتجاوز 10 أندية. أما في المقدمة، فإن المنافسة انحصرت بين ناديين كلما قارب الدوري على الانتهاء والفارق النقطي يتسع بين الفريق والفريق الذي يليه، حتى تفرد كل فريق بمركزه وبدون منافسة. فلو نظرنا إلى العملية بشكل أوسع، نجد المنافسة في السنوات العشر الأخيرة انحصرت بين ناديين هما الاتحاد والهلال، يتداخل الشباب معهما في أعوام متفاوته، وهذا يعني أن القمه لا تتسع لأكثر من ناديين، أو بمعنى آخر أصبح من الصعب الوصول إليها، ومن يصلونها يطلق عليهم الأبطال المنافسون، في حين القاع يعج بمن يطلق عليهم مشاركون فقط. اللافت أن «الهلال» ضلع ثابت في المنافسات وخلال الفترة الماضية، ويعتبر خروجه هذا الموسم من كل المسابقات خالي الوفاض ليس من مصلحة الرياضة السعودية كمشروع رياضي، ومن المنافسة المحلية بشكل خاص. كما أيضا من المؤشرات التي تشير إلى انحصار المنافسة بين ناديين هو كثافة الحضور الجماهيري بالنسبة للاتحاد والأهلي مقارنه بالنصر والشباب والهلال، حيث تتراجع جماهير هذه الأندية حضوريا، وإن كان النصر سجل هذا العام حضورا غير عادي، ليضفي على الدوري متعة امتدت إلى كل جماهير الأندية وبمساحة غير مسبوقة. وبما أن الهلال ثابت ومنافس على مدى السنوات العشر الماضية وفي هذا العام خرج خالي الوفاض، أرى أن علته الحقيقية فنية وبنسبه تتجاوز 80 في المئة، في حين تتحمل الأخطاء الإدارية النسبة المتبقية، ولعل منها عدم إشراف مجلس الإدارة الحالي على جميع الألعاب في النادي على سبيل المثال «الفئات السنية» وغياب لاعبي الهلال السابقين عن أجواء النادي، وطغيان الإداريين الماليين على حساب الرياضيين، إضافة إلى ضعف ممثل النادي في هيئة رابطة المحترفين، وانخفاض صوت المركز الإعلام بالنادي، حيث أثبت الإعلام المحسوب على الهلال أنه لا يستطيع إدارة الأزمة، بدليل أنه انقسم على نفسه، فقسم كبير منه لا يؤيد استمرار سامي، ولكنه لا يستطيع الإعلان عن رأيه خشية من شماتة النصراويين.