أكد ل«عكاظ» مدير صحة جدة الدكتور سامي محمد باداوود، أن عدد حالات الإصابات بفيروس «كورونا» في جدة بلغت 42 حالة إلى يوم أمس، وشكل 90% من أطرافها ممارسون صحيون، معتبرا أن الأمر لا يدعو للقلق حيث اتخذت الصحة كافة التدابير الاحترازية والوقائية سواء داخل القطاعات الصحية أو بين أفراد المجتمع ما يكفل عدم انتشار العدوى. وأرجع أسباب تزايد حالات الإصابة بين الممارسين الصحيين إلى مخالطتهم للمرضى المصابين بالفيروس، موضحا أن الأمر تحت السيطرة بعد تكثيف الجرعات الوقائية منذ أسبوعين في القطاعات الصحية وإجراء التعقيم وتعزيز جهود أقسام مكافحة العدوى لمنع انتشار الفيروس ومحاصرته لتقليل الحالات التي تتعرض للمرض. وردا على سؤال «عكاظ»: لماذا لا يتم تجميع الحالات في مكان واحد للحد من انتشار الفيروس؟، أجاب: «بالنسبة للحالات التابعة لمستشفيات الصحة في جدة تم تخصيص مستشفى الملك سعود للحميات لحالات كورونا، وهناك 9 حالات منومة تحت إشراف ومتابعة طبية دقيقة، إضافة إلى حالات أخرى في مستشفى الملك فهد لا يمكن نقلها لأسباب طبية منها كونها في العناية المركزة أو أن المريض يعاني من الفشل الكلوي وتتطلب حالته إجراء الغسل الدموي على أجهزة الديلزة وبالتالي فإن وجوده في المستشفى يساعده على إجراء الغسيل في مكان منعزل، ولكن بشكل عام كما أشرت فقد تم تحديد مستشفى الملك سعود لجميع حالات كورونا التي لا يستدعي المرض تواجدها على السرير الأبيض في العناية المركزة أو إجراء غسل دموي، أما الحالات التي تعالج في التخصصي أو العسكري فلا يمكن نقلها للصحة لكونها تتلقى العلاج هناك في غرف العزل». وعن أسباب تزايد حالات المرض بشكل مفاجئ في جدة قال: «السبب يعود إلى خصائص الفيروس المبهمة، فكما أوضحت الصحة أن الفيروس (ميرس) من الأمراض المستجدة أسوة بالأخرى التي لم يعرفها الإنسان من قبل وناتجة عن مسبب لم يكن معروفا لدى الإنسانية مثل ظهور فيروس الإنفلونزا H1N1 في عام 2009م وفيروس السارس في عام 2003م وهذه الأمراض يصعب التعامل معها وتأخذ وقتا غير قصير ليتعرف العلماء عليها ويتم التعرف على مصدر عدواها وطرق انتقالها وتصنيع دواء لعلاجها وإنتاج لقاح وقائي لها وذلك كله ينطبق على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس الكورونا والذي لم تعرفه الإنسانية من قبل، وقد سجلت أول حالة بالمملكة في يونيو من عام 2012م لمريض قادم من محافظة بيشة للعلاج بجدة حيث كان يشكو من أعراض تنفسية وتم أخذ عينة له وأرسلت إلى مختبرات أوروبية لتأتي النتيجة بأن المسبب هو فيروس جديد من عائلة الكورونا عندها دعت الوزارة أعضاء اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية والتي أقرت السياسات الوقائية التي تنتهجها الوزارة بدءا بالترصد الوبائي للمرض في جميع مناطق المملكة وتجهيز المختبرات المرجعية في جدة والدمام والرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة لاستقبال العينات». وعن مدى إلزام شركات التأمين بعلاج الحالات المؤمن عليها قال: «كورونا مثل أي مرض كالإنفلونزا وسائر الأمراض الأخرى، وبالتالي فإن التأمين ملزم بتقديم الخدمة العلاجية لجميع حاملي بطاقة التأمين».