اكتشف علماء وراثة أن الطاقم الوراثي (الجينوم) لكل من البشر والإنسان لا يختلف إلا بواقع جزء يسير من النقطة المئوية، مشيرين إلى أن تفسيرهم لذلك هو أن المعادل الخلوي لموصلات «التشغيل/الإيقاف» التي تحدد ما إذا كان الحمض النووي الريبوزي (دي.ان.ايه) في حالة تنشيط أو تثبيط. وأعلن العلماء في نتائج دراسة أوردتها دورية (ساينس) أن مئات من جينات الإنسان القديم كانت في حالة تثبيط، فيما كانت الجينات المماثلة لدى الإنسان الحديث في حالة تنشيط، ووجدوا أن من بين المئات من الجينات ما يتحكم في شكل الأطراف ووظيفة المخ وهي سمات تتباين بصورة كبيرة بين الإنسان الحديث والقديم. وقالت سارة تيشكوف الخبيرة في مجال النشوء والارتقاء في البشر بجامعة بنسلفانيا والتي لم تشارك في هذه الدراسة، «إن اكتشاف الاختلافات في تنشيط الجينات إنجاز تقني مذهل، يقطع شوطاً طويلاً على طريق إماطة اللثام عن هذا اللغز، ويبرز الاكتشاف أيضاً مدى أهمية وقوة أنظمة التشغيل والإيقاف في الجينات». وقد استهل علماء الوراثة هذه الدراسة بالحمض النووي المأخوذ من عظام الأطراف سواء من شخص على قيد الحياة أو من إنسان قديم أو من جنس آخر منقرض كان يعيش في أوراسيا خلال العصر الحجري والذي اكتشفت حفرياته عام 2010 في كهف بسيبيريا وهي عبارة عن بقايا عظام وأسنان، ثم فحص عالم الوراثة دافيد جوخمان وآخرون من الفريق البحثي الإسرائيلي نماذج التشغيل والإيقاف وحددوا 2200 منطقة كانت نشطة في الإنسان الحديث لكنها كانت غير نشطة في الإنسان القديم وبالعكس. ووصف كريس سترينجر عالم الأحياء القديمة في متحف التاريخ الطبيعي في لندن هذا الاكتشاف ب «الرائدة ويمثل طفرة هائلة»، مشيرا إلى أنها قد تسهم في تفسير سبب متانة بنيان جسم الإنسان الأول ومدى تكيفه مع ظروف الحياة في العصر الحجري.