مواقف وغرائب تصادف مغسلي جثث الموتى، الذين يتعاملون مع جثث صامتة لا قلوب تنبض بها ولا دماء تجري في عروقها. يقول احد المغسلين -تحفظ على ذكر اسمه-: قبل نحو عامين ادخلنا جثة رجل الى الغسل وكان معي اثنان من الشباب المبتدئين وطلب احد اولاده ان يكون معنا في لحظة الغسل وعندما كشفنا الغطاء عن وجهه كان عابسا واسنانه العلوية تضغط بشدة على شفته السفلى، انهينا الغسل وسألت ولده ان كان احد من الاسرة يود القاء النظرة الاخيرة عليه فطلب سرعة التكفين لادراك صلاة العصر فتم تكفين الجثة، ويضيف، طرق الباب فجأة وجاء احد ابناء الراحل من منطقة بعيدة وطلب القاء النظرة الاخيرة ونفذت طلبه ففوجئت بوجه الميت بصورة مغايرة تماما ظهرت ابتسامة عظيمة على وجهه مع ارتياح عظيم فكبرت بأعلى صوتي فعرفت ان الابن الذي جاء متأخرا من المنطقة البعيدة ختم القرآن الكريم والاب الراحل هو من كان يحثه على تلاوة القرآن الكريم وحفظه. سبابة مرفوعة مغسل الأموات عباس بتاوي روى حكاية جثة شاب توفى في حادث مروري فظل اصبع السبابة مرفوعا إلى السماء حتى بعد موته بوقت غير قصير وبقى الاصبع على وضعه دون أن يتمكن من إعادته لوضعه الطبيعي. عن التفاصيل يحكي: الحادث المروري وقع على اربعة شبان على طريق الليث وتوفاهم الله في الموقع وحينما أحضروا جثة أحدهم عندي داخل المغسلة شاهدت إصبع يده السبابة مرفوعا إلى السماء ورغم محاولاتي تعديله لوضعه الطبيعي لم أستطع فاضطررت لتكفينه واصبعه على ذات الوضع. جثة متشبثة مغسلة أموات -حجبت اسمها- روت قصة جثة لامرأة حركت يديها حينما همت بغسلها. وتروي ان الميتة امسكت بقاعدة النعش حينما أرادت هي وقريباتها السبع حملها على كرسي الغسل وعجزن عن حملها وتمت الاستعانة بقماش ثقيل وضع على أطراف الجثمان وحملت النساء السبع الجثة بصعوبة بسبب تشبث يد المتوفية بالنعش. وأضافت، طلبت استدعاء الهلال الاحمر للتأكد من وفاة المرأة وتبين بعد الفحص انها فارقت الحياة منذ ساعات طويلة. وتروي المغسلة مواقف أخرى لاتزال عالقة في ذاكرتها وتقول: ان جثة امرأة وصلت المغسلة ووجهها كالح السواد على خلاف جسدها واندهش قريباتها على حالتها. وذات مرة أتتني إحدى الفتيات مرافقة لجثمان أمها وهي تبكي بشدة وتدعو لي دعاء حارا كي اسمح لها بالمشاركة في غسل والدتها وظلت الفتاة تبكي وتقول: هذا ما تبقى لي فلا تحرميني من برها، وتحت إلحاحها الشديد تركتها تغسل والدتها وأنا أقوم بمساعدتها وتوجيهها، فرأيت فيها ما أعجبني من صبرها واحتسابها، فما أجمل برها وما أجمل إصرارها رغم ما أوقعتني به من حرج. ومن أصعب المواقف التي واجهتها تقول: غسلت امرأة دخل في وجهها زجاج ناعم فاستعنت بالله وتمالكت نفسي وقمت بإزالة الزجاج بواسطة القطن .