اكتشفت صالحة مدخلي طالبة كلية التمريض بجامعة الملك خالد بأبها (المستوى الخامس) أنها تمتلك موهبة (النقش بالحناء) وسعت جاهدة إلى تطويرها، وقبل عام ونصف العام تبلورت هذه الموهبة داخلها وخرجت للعلن، وهنا قالت صالحة «قبل أكثر من عام كانت والدتي وأخواتي يضعن الحناء على أيديهن ولكنه يتلاشى بعد مرور فترة قصيرة، فكنت أعيد الرسم فوق النقوش المرسومة على أيديهن بالحناء، و بعد فترة أصبحت أجرب نقش الحناء على يدي ولم تكن النتيجة مرضية، وغير مقنعة كثيرا لصديقاتي أو شقيقاتي». تكرار المحاولة وأضافت «بدأت أبحث على الإنترنت لصور نقوش الحناء وأحاكيها، ومع التكرار والمحاولات أتقنت النقش ولكن ببطء واضح وتكونت لدى خبرة لا بأس بها، وكانت البداية بالنقش على يد شقيقتي واستغرق الرسم نحو اربع ساعات لأنني لم أكن أجيد الإمساك بقمع الحناء جيدا بعكس الآن، حيث لا يتجاوز مدة ساعة واحدة». وتابعت «حظي عملي بإعجاب صديقاتي وأصبحت أنقش الحناء على أياديهن وأصبح عملي متقنا أكثر بعد أن طورت موهبتي، وأصبحت أيضا أنقش الحناء لجاراتي، وبات الجميع يطالبني بالاستمرار، ومن جهتي كان ينتابني شعور جميل بما أقوم به من عمل، وأصبحت أستمتع بفرحة النساء والفتيات من حولي كلما نقشت لهن الحناء». فرحة كبيرة وعن المبالغ التي تتقاضاها مقابل نقش الحناء للنساء تقول «كانت فرحتي لا توصف عندما تقاضيت أول مبلغ بعد عملي لنقش الحناء لأربع نساء حتى الكوع، وشعرت حينها بالفخر بنفسي، ونسيت ما عانيته من إرهاق، خاصة أن تنفيذ العمل استغرق وقتا طويلا، وكان للمال أثره الكبير، ويختلف عن مبالغ حصلت عليها من قبل لأنه كان بعرق جبيني وبمجهودي». وحول إقبال فتيات اليوم على الحناء قالت «ما زالت الفتيات يقبلن على نقش الحناء الطبيعية بدرجة كبيرة بالرغم من وجود بعض الملصقات الجاهزة وبأشكال والوان مختلفة في الأسواق، وهي سهلة الاستعمال ولكنها في الواقع ليست بنفس جمال الحناء الطبيعية، كما أنها لا تتوفر بالمقاس المطلوب لليد كاملة، وعموما الفتيات يفضلن نقش الحناء بشكل بسيط وهادئ على جانب اليد، أما السيدات كبيرات السن، والمتزوجات فيفضلن نقش اليد كاملة حتى الكوع أو الكف بالكامل وأن يكون النقش ثقيلا جدا». نظرة المجتمع ووجهت مدخلي رسالة للفتيات السعوديات ممن يملكن موهبة نقش الحناء بالقول «أشجع كل فتاة سعودية تملك موهبة نقش الحناء أن تقتحم هذا المجال، وخاصة إذا كانت دون عمل ولديها ظروف تدفعها للعمل بهذا المجال، وعليها أن تتقبل نظرة المجتمع أيا كانت، وشخصيا أثرت تلك النظرة القاسية علي قليلا وحدت من انخراطي أو التوسع في هذا المجال بالرغم من الدعم الكبير الذي أتلقاه من أسرتي وصديقاتي والمحيطين بي، وأطمح لأن أتخطى تلك النظرة وأنخرط بذلك العمل بشكل أكبر وألقى القبول من المجتمع والدعم وأن أكون قدوة لكل فتاة سعودية لديها موهبة نقش الحناء». وختمت صالحة بالقول «أطمح لمواصلة دراستي في علوم التمريض وأن أكمل لاحقا -إذا أراد الله- الماجستير ومن ثم الدكتوراه».