ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يهاجم فيها المغتصبون الصهاينة تحت حماية جنود الاحتلال، المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام. الأقصى الجريح يواجه الغلاة والمتطرفين الذين يستفزون مشاعر المسلمين بتدنيسه، فيما يواجه الشعب الفلسطيني آلة القتل الإسرائيلية الرافضة لقرارات الشرعية الدولية والممعنة في ممارساتها العنصرية التي امتدت لتشمل كافة الأراضي الفلسطينية. الأسلاك الشائكة وجدران العزل العنصري وكل ممارسات البطش والعدوان، لن تمنع الفلسطينيين من مواصلة كفاحهم الوطني المشروع، ولن تفت في عضدهم أو تمنعهم من تقديم التضحيات الجسام في مواجهة المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتهويدها والتنكر لحقوق شعبها، وفي مقدمتها حقه المشروع في بناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948م. إن المواجهات الدامية شبه اليومية داخل باحات المسجد الأقصى بين المرابطين المقدسيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، تعكس عقلية المحتل البغيضة الذي يسعى بكل ما أؤتي من قوة إلى طمس الهوية والقضاء على كل ما هو فلسطيني في الأراضي المحتلة، لكن التاريخ يذكرنا دائما أن هذه المحاولات مصيرها الفشل طالما أن هناك شعبا أبيا يتصدى بكل قوته لهذا الاحتلال. الأقصى ينادي.. فهل من مجيب، رغم كل المحاولات الدنيئة لقوات الاحتلال، إلا أنه يظل صامدا.. شامخا وشاهدا على التضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب الفلسطيني، متمسكا بحقوقه الثابتة رافضا كل محاولة تصفية قضيته يقف بشموخ يتصدى بصدره العاري لكل أشكال العدوان المستمرة عبر عمليات الاعتقال والقتل والاغتيال وهدم البيوت وتشريد سكانها، وسيبقى الشعب الفلسطيني كذلك في مواجهة كافة مشاريع التصفية الهادفة إلى تكريس الاحتلال وتنفيذ مؤامراته بالقضاء على تطلعاته وطموحاته المشروعة في التحرر والعودة والاستقلال.