في كثير من الأحيان يكون ضحايا الحوادث المرورية من الذين يسيرون في مساراتهم الصحيحة ودون تجاوز للسرعة أو مخالفة لأنظمة السير، لكن يبتليهم الله بمن يخالفون الأنظمة بالسرعة الزائدة أو قطع الإشارات أو عكس السير أو الانحراف المفاجئ فيبتليهم في أنفسهم، وحادثة سقوط سيارة عائلية من أعلى أحد جسور الرياض بعد دفعها بسبب تهور سائق مسرع مما أدى لوفاة وإصابة تسعة أشخاص من عائلة واحدة نموذج لهذا الابتلاء ! في نفس الليلة كانت وسائل الإعلام ترصد أنباء عدة حوادث تسبب بها سائقون متهورون أو مخمورون أدت إلى وفيات وإصابات لضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا في طريق سائق متهور لا يحترم حق الطريق أو سائق مخمور لا يدرك حق الطريق ! المتهورون لم يكونوا ليتمادوا لو وجدوا حزما يضرب قيود الحديد في معاصمهم ، فالحاصل أن المتهور لا يجد ما يردعه غير كاميرات ساهر وحتى في هذه يجد من يتعاطف مع دموعه التمساحية ! أما السكارى فحالتهم أعجب، فالبعض يرى أن أسهل طريقة للتخلص من عبء التعامل معهم هو الستر عليهم والدعاء لهم بالهداية، رغم أن ما يستحقونه مع الدعاء هو سوط يلهب الظهر ومصادرة رخصة القيادة لمنعهم من السياقة ! الخلاصة يجب أن تحذر، فلم يعد كافيا أن تكون نظاميا لكي تسلم، ففي شوارعنا اليوم عليك أن تراقب الطريق الذي تسلكه، وتراقب أيضا كيف يسلكه الآخرون !