الأزمات وقت حدوثها تكشف لك الكثير من الأمور الغائبة أو المغيبة عنك، ففي ذروة الأزمات واحتدامها يتفق المختلفون ويتحد المتناحرون ويتعاضد الأضداد، طالما أن هدفهم تحقيق مصلحة عليا بعيدا عن تحقيق مصالح شخصية الكاسب الأكبر منها خاسر في جميع الأحوال، فما يحدث هذه الأيام في الأهلي من حراك بعد تداول خبر استقالة الأمير خالد بن عبدالله من منصب رئاسة هيئة أعضاء الشرف، يعتبر للأهلاويين درسا عمليا في كيفية إدارة الأزمة وتجاوزها بأسلوب يحتم عليهم تغليب الحكمة فيه، وقراءة الحدث في مشهده البانورامي بعيدا عن لعب دور بطولة لن يضيف لصاحبه سوى مزيد من التعرية بلعبه على أوتار بات العزف عليها يصيب المستمعين لها بالضجر، فالمرحلة المقبلة ستشهد ولادة حقبة أهلاوية رابعة بعد جيل الرواد عبدالله الفيصل، ومحمد العبدالله الفيصل، وخالد بن عبدالله، الذين بذلوا الغالي والنفيس لهذا الكيان طوال تاريخه المديد، والسؤال الذي يطرح نفسه على جميع الأهلاويين: ماذا أعددتم لهذه الحقبة الجديدة من تاريخ ناديكم الذي شارف على عامه الثمانين، وهل ستستمر سلبية أعضاء شرف الأهلي الذين أخذوا من هذا النادي من ضوء وشهرة أكثر مما أعطوه من مال، وهل سيواصل بعض المحسوبين على إعلام الأهلي التملق والتزلف والتلون بشكل جعل من جمهور الأهلي يعلن في كل مناسبة أن إعلام ناديه ضعيف ولا يستحق الاحترام، ففي خضم هذا الحدث التاريخي الذي يمر به الأهلي أكاد أجزم أن الأمير خالد بن عبدالله لن يترك الأهلي يسير وحيدا، بغض النظر عن الظروف التي أجبرته على الابتعاد؛ لأن ما بين خالد والأهلي أكبر من المناصب والمسميات، ولكن يجب أن يعي الأهلاويون أن المرحلة المقبلة تستوجب التفاف الجميع، والعمل بقلوب عشاق صادقين من أجل ناديهم بعيدا عن المزايدة على حب الكيان ورموزه، فالجميع ينتظر منهم الدعم في هذه الحقبة الجديدة من تاريخ ناديهم، إما بالمال من قبل أعضاء الشرف، أو بالرأي السديد من قبل إعلامه، أو بالتحفيز من قبل مجانينه، أما الراقصون على جرح الأهلي في عز ألمه، فلا قيمة لهم عند الأهلاويين؛ لأنهم يعرفون صغيرهم قبل كبيرهم، لذلك لا يعتد برأيهم، ولا يلتفت لضجيجهم، وكلي ثقة في أن الأهلاويين سيخرجون من عنق زجاجة هذه الأزمة ويتجاوزون هذا «الرحيل الصعب» لأحد أهم رموزه عبر تاريخ ناديهم الطويل. ترنيمة : قف وناظر دمعتي يوم درجت يوم شفتك ناوي ٍ ترحل بعيد