فوجئ المتنزهون وزوار كورنيش سيهات أمس، بانتشار مياه سوداء في البحر للمرة الثانية خلال أسبوعين. وقال شهود عيان، إن البقعة السوداء انتشرت على مسافات متباعدة في البحر، ما تسبب في تغيير لون المياه بشكل مفاجئ، مطالبين الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع صب المياه الملوثة في البحر. وفي السياق ذاته، طالب عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف كمال المزعل، الجهات المعنية بأخذ عينات من البقعة السوداء التي ظهرت في البحر للمرة الثانية، لمعرفة نوعية المادة التي تم سكبها عبر القنوات المتصلة بالبحر، وإظهار نتائج التحاليل. وقال: يجب على مصلحة الأرصاد وحماية البيئة ووزارة الزراعة وأمانة الشرقية ومديرية المياه والصرف الصحي والدفاع المدني، الوقوف على الموقع ميدانيا وأخذ عينات من البقعة السوداء وتحليلها مخبريا. وأضاف: تتحمل البلدية مسؤولية الإجابة على العديد من التساؤلات الحائرة في الوقت الراهن، كنوعية المادة المكونة للمياه الملوثة والأسباب الكامنة وراء التخلص منها بهذه الطريقة، والجهة المسوؤلة عن تلويث مياه البحر. وذكر، بأن المجلس البلدي يتطلع للحصول على المعلومات المتعلقة بهذه المادة السوداء. من جانبه، دعا نائب رئيس جمعية «صيادي» جعفر الصفواني، الجهات المختصة باتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الصارمة بحق المتسببين في تلوث البيئة البحرية، من خلال التخلص من المياه الملوثة من صرف صحي وخلافه في البحر. وشدد على ضرورة الكشف على محطات معالجة الصرف الصحي التابعة لوزارة المياه، نظرا لأن معظم كميات مياه الصرف الصحي التي يتم التخلص منها في البحر لا تخضع للمعالجة، نظرا لمحدودية الطاقة الإنتاجية لمحطات المعالجة التي أنشئت منذ فترة طويلة، مقدرا حجم المياه غير المعالجة التي يتم التخلص منها في مياه البحر بنحو 60 % - 80 % تقريبا. وطالب، بضرورة التخلص من محطات المعالجة الثنائية واعتماد المعالجة الثلاثية، بالرغم من أنها أصبحت غير معتمدة عالميا في الوقت الراهن، بعد اعتماد المعالجة الرباعية، معتبرا انتشار الروائح الكريهة أمس في كورينش سيهات، دلالة على الآلية غير النظامية للتخلص من مياه الصرف الصحي.